تابع الإيرانيون بشغف مساء أمس، المناظرة التلفزيونية بين الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد والمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، مع بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 الشهر الجاري. وافتُتحت سلسلة المناظرات الثلثاء بمواجهة بين المرشحين الإصلاحي مهدي كروبي والمحافظ محسن رضائي الذي انتقد الأداء «غير الكفؤ» لوزارة الخارجية الإيرانية، فيما اتهم أحمدي نجاد «حلقة ضيقة بمحاولة إعادة عقارب الساعة الى الوراء». وتعتبر هذه المناظرات، الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الإسلامية، على رغم البداية المتواضعة التي بدت فيها المناظرة الأولى، والتي ظهرت وكأنها مقابلة تلفزيونية أكثر منها مناظرة بين مرشحين. وقال رضائي خلال تلك المناظرة: «أولويتي هي الاقتصاد. أسعى الى إحداث ثورة اقتصادية وأعتزم تغيير الاقتصاد، من اقتصاد تسيطر عليه الدولة الى اقتصاد يشهد مشاركة كبيرة للقطاع الخاص». أما كروبي فقال انه سيوزع «أرباح عائدات النفط على كل إيراني يتعدى عمره 18 سنة». وأضاف انه سيركز على «إيجاد الوظائف وحماية حقوق المواطنين». واتفق المرشحون الأربعة على عدم انتقاد عمل الحكومة، إلا أمام الرئيس الإيراني. وقال أبو الفضل فاتح رئيس اللجنة الإعلامية في الماكنة الانتخابية لموسوي، انه يأمل في أن تجيب المناظرة مع احمدي نجاد عن «الكذب والافتراء والإشاعات» التي سادت في الأيام الماضية و «التي لم تشهدها الانتخابات السابقة». ويعتقد المراقبون في طهران ان المناظرات التلفزيونية ستؤثر سلباً على احمدي نجاد، وستكون لمصلحة المرشحين الثلاثة الآخرين. ويستند هؤلاء في ذلك الى المشاكل المتعددة التي واجهت حكومة احمدي نجاد خلال ولايته الأولى، خصوصاً تلك المتعلقة بالاقتصاد وقضايا سياسة أخرى. وهاجم احمدي نجاد الرئيس السابق لبلدية طهران غلام حسين كرباسجي الذي اختاره كروبي نائباً له في حال فوزه في الانتخابات، واتهمه بسرقة المال العام. وقال ان «حلقة ضيقة حاولت إعادة عقارب الساعة الى الوراء خلال السنوات الأربع الماضية، تحاول حالياً كل ما في وسعها لتحقيق هدفها قبل الانتخابات». وأضاف في خطاب انتخابي: «يريدون أن تأخذ مجموعة صغيرة المواقع القيادية في البلاد، وأن تحتكرها». واعتبر الرئيس الإيراني ان «هوية الديموقراطية الليبرالية ظهرت الى العالم بحمايتها أكثر الأنظمة إجراماً في تاريخ البشرية، أي النظام الصهيوني، مستخدمة المحرقة كخدعة كبيرة». وقال ان «الوسيلة الوحيدة لتغيير الفكر الليبرالي، هي العودة الى تعاليم الرسل والأنبياء». وأضاف ان «الإفكار والأنظمة الليبرالية أسقطت المثل الإنسانية. لا يمكن للأنظمة الليبرالية حل أبسط المشاكل السياسية في العالم». واعتبر مجتبي ثمرة هاشمي رئيس الحملة الانتخابية لأحمدي نجاد، ان «مرشحين للانتخابات اتحدوا ويقومون بكل ما يستطيعون فقط لاغتيال شخصية احمدي نجاد». أما موسوي فجدد انتقاده الأوضاع الاقتصادية في البلاد، معتبراً ان نسبة التضخم التي تبلغ 25 في المئة تحطم الاقتصاد الإيراني. وقال: «على من يحب إيران ويريد عزتها، أن يعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية». في غضون ذلك، قال رضائي: «لا نعتزم مواصلة السجال حول المحرقة، إذ ليس من المناسب ادخال هذه المسألة في قاموسنا السياسي الثوري». وانتقد رضائي الأداء «غير الكفؤ» لوزارة الخارجية الإيرانية. وقال في مقابلة تلفزيونية: «على رغم أن لا إيرانيين شاركوا مطلقاً في أي نشاطات إرهابية في أماكن أخرى في العالم، إلا انهم متهمون بالإرهاب في كل مكان». وأضاف انه سيختار امرأة لوزارة الخارجية إذا انتخب رئيساً، مشيراً الى انه سيسعى الى الحصول على مساعدة الرئيس السابق محمد خاتمي في المسائل المحلية والأوروبية. وزاد انه يخطط لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، بمساعدة رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني. br / الى ذلك، أشار موقع «ايندة» الإلكتروني الذي يعتبر نفسه مستقلاً، الى ان كل استطلاعات الرأي التي أجريت في إيران تؤكد تقدم موسوي على سائر المرشحين. على صعيد آخر، تواصلت أعمال العنف في زاهدان جنوب شرقي إيران، حيث فتح مسلحون النار على حافلة فقتلوا أحد ركابها وجرحوا اثنين. وقال أحمد رضا رادن نائب رئيس الشرطة ان متمردين أشعلوا النار في مركبة تحمل شحنة من الغاز الطبيعي على الطريق ذاته، لكن الهجوم لم يسفر عن قتلى أو جرحى. وشهدت المنطقة وهي عاصمة إقليم سيستان بلوشستان ذي الغالبية السنية والمحاذي لأفغانستان وباكستان، اضطرابات أسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص، بعد إعدام ثلاثة أشخاص بتهمة التورط في تفجير مسجد للشيعة أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح 145.