دعا كبير المفاوضين في الاتحاد الاوروبي ميشال بارنيه مجدداً المملكة المتحدة الى اتخاذ مواقف واضحة للتقدم في عملية تنظيم انسحاب بريطانيا من الاتحاد، في اليوم الثالث من جولة مباحثات في بروكسيل. وكتب بارنيه على حسابه على موقع «تويتر»: «في المفاوضات الجارية توجيهات القادة الأوروبيين تقضي بإجراء مفاوضات جدية وبناءة، لكننا بحاجة الى مواقف بريطانية واضحة في ما يخص المواضيع كافة». وجاءت تصريحات بارنيه عشية اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات التي أطلقت الإثنين الماضي في بروكسيل، حيث يتبادل الفريقان الاتهام بالمسؤولية عن البطء في تقدم المحادثات. وافتتح بارنيه الإثنين الماضي المفاوضات معبراً عن قلقه إزاء التباطؤ الذي يخيم عليها، داعياً البريطانيين الى البدء «جدياً بالتفاوض حول شروط انسحابهم من الاتحاد الاوروبي». وحددت الدول ال 27 أعضاء الاتحاد الاوروبي ثلاث أولويات مطلقة وهي الفاتورة التي ستدفعها بريطانيا لدى مغادرتها الاتحاد، ومصير المواطنين الاوروبيين على الأراضي البريطانية، ومستقبل الحدود بين ايرلندا ومقاطعة ايرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة. ولن تقبل الدول الاوروبية اجراء محادثات حول العلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة على الصعيد التجاري في مرحلة جديدة من المفاوضات، الا في حال تحقيق تقدم كافٍ في المجالات المذكورة سابقاً. لكن تعتبر لندن أن الاوروبيين تنقصهم المرونة وأن شروط الانسحاب والاتفاقات المستقبلية مع الاتحاد مترابطة حتماً. وكان بارنيه تمنى أن تتمكن الدول الاوروبية من حسم مسألة التقدم الكافي في الملفات المهمة خلال القمة التي ستعقد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ما سيسمح باجراء مفاوضات موازية بدءاً من الخريف حول العلاقات التجارية المستقبلية مع لندن. وأوضح المفاوض عن النواب الاوروبيين في ملف «بريكست» غي فيرهوفشتات امس أمام البرلمان الاوروبي «اذا بقيت المفاوضات تسير ببطء كما هي عليه حالياً، سيكون من الصعب القول انه تمّ تحقيق تقدم كافٍ». من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم نيتها البقاء على رأس «حزب المحافظين» حتى موعد الانتخابات التشريعية المقبلة 2022. وجاء الاعلان ليقطع الشائعات حول احتمال استقالتها في 2019. وقالت ماي لتلفزيون «سكاي نيوز» انه «لا يوجد مطلقاً اي اساس للمعلومات حول نيتها الاستقالة». وفي مقابلة اخرى مع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) حول نيتها قيادة الحزب خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، قالت ماي اثناء زيارة لها الى اليابان: «نعم. انا هنا على المدى البعيد. وهذا حاسم. ما اريده انا وحكومتي هو ليس فقط الوفاء بوعودنا حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. نريد تقديم مستقبل أفضل للبلاد».