تعتبر السياحة الدينية رافداً أساسياً ودائماً لتنمية السياحة في المملكة، إذ يبلغ عدد المعتمرين 8 ملايين سنوياً ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 15 مليون معتمر سنوياً في السنوات القليلة المقبلة، ثم 30 مليون معتمر سنوياً بحلول عام 2030 أي بزيادة نسبتها 275 في المئة. وكثفت الدولة جهودها لتطوير وترميم المواقع الثقافية الوطنية والعربية والإسلامية القديمة، مع السعي إلى مضاعفة عدد المواقع التراثية السعودية المسجلة لدى «اليونيسكو» بحلول عام 2030 كجزء من الجهود الرامية إلى تطوير قطاع السياحة. ويُنتظر أن يشهد قطاع السياحة الداخلية في المملكة نمواً بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2020. وارتفعت إيرادات السياحة في السعودية من 57.3 بليون ريال (15.2 بليون دولار) في عام 2004 إلى 166.8 بليون ريال (43.1 بليون دولار) بنهاية عام 2016، لتسجل ارتفاعاً قدره 191 في المئة، وفقاً لتصريح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان. في حين شهد عدد مرافق الإقامة المرخصة ارتفاعاً بنسبة 300 في المئة. كما ارتفع عدد شركات تشغيل الفنادق الدولية في السعودية من 8 شركات في عام 2002 إلى 25 شركة في 2016. وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة، أن يسهم قطاع السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية بأكثر من 250 بليون ريال (81 بليون دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول 2026. يأتي ذلك بناءً على سعي الحكومة السعودية إلى توطين قطاع السياحة وتطويره ليكون واحداً من القطاعات المهمة لتنويع روافد الاقتصاد السعودي، وهو ما جعل عدد الرحلات السياحية المحلية داخل المملكة تتجاوز 47.5 مليون رحلة في عام 2016 وحده. وبحسب مؤشرات الإحصاء لمركز المعلومات والأبحاث السياحية السعودي (ماس)، هناك جاهزية لأكثر من 185 ألف غرفة فندقية مصنفة وفق معايير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والمتوافقة مع أرقى معايير الإيواء المتعارف عليها عالمياً، بالإضافة إلى أنماط السكن الأخرى، استعداداً لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج. هذا وتملك مجموعة سدكو القابضة عدداً من الفنادق تديرها مجموعة إيلاف المتخصصة في تشغيل الفنادق والسياحة والسفر وخدمات الحج والعمرة. وفي معرض تعليقه حول الفرص القائمة في قطاع السياحة بشكل عام وقطاع الحج والعمرة بشكل خاص، صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة أنيس أحمد مؤمنة قائلاً: «لقد نجحت شركات الضيافة في إعادة تطوير وتجديد عقاراتها القائمة، تماشياً مع خطط الدولة الرامية إلى الارتقاء بقطاع السياحة. وتجاوزت هذه الشركات مسألة الاستعداد إلى الجاهزية التامة، ولا سيما أن أعمال التطوير والتوسعة في المدينتين المقدستين قطعت شوطاً كبيراً، وكان من الطبيعي التوافق مع هذه المنظومة حتى تكتمل الصورة المشرفة لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين». من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة إيلاف زياد بن محفوظ: «سنعمل على الاستفادة من هذه التطورات الإيجابية لترسيخ موقعنا في مجال توفير خدمات الفندقة والسياحة في المنطقة. وقمنا بتخصيص استثمارات كبيرة لتطوير البنى التحتية للمنشآت والخدمات السياحية المبتكرة وهو ما يسهم في تعزيز قدرتنا على توفير مجموعة من البرامج السياحية والغرف الفندقية الفاخرة لعملائنا كافة، إلى جانب دعمهم من خلال أقسام السياحة والسفر والنقل التابعة لمجموعتنا». وأوضح تقرير لشركة أرنست اند يونغ Ernst&Young. أن قطاع الضيافة في مكةالمكرمة شهد في أيار (مايو) الماضي ارتفاعاً في معدل العائد على الغرفة بنسبة 90.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وترجع هذه الزيادة إلى ارتفاع معدل العائد على الودائع من 222 ريالاً في مايو 2016 إلى 423 ريالاً في مايو 2017، وبذلك حافظ قطاع الضيافة في مكةالمكرمة على مستويات الحجوزات في الفنادق بنسبة 41 في المئة سنوياً. وارتفع مؤشر متوسط سعر الغرفة للفنادق في مدينة مكةالمكرمة لعام 2016 من 534 ريالاً للغرفة إلى 1.033 ريال في مايو 2017، وأخيراً في المدينةالمنورة ارتفع مؤشر متوسط سعر الغرفة للفنادق بشكل بسيط من 672 ريالاً للغرفة في مايو 2016 إلى 675 ريالاً في مايو 2017، وعزا التقرير ارتفاع الأسعار في الغرف لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة للإقبال المتزايد عليها من المعتمرين والحجاج.