على رغم إنتاج عشرات المسلسلات التلفزيونية التي تضم سنوياً عشرات الممثلين والممثلات، نجد كثيرين غيرهم يعانون أزمة بطالة طاحنة. جهات الإنتاج تتجاهلهم وتنصرف عن الاستعانة بهم، على رغم أنّ الشروط كلها تنطبق عليهم، من عضوية عاملة في نقابة المهن التمثيلية، ودراسات أكاديمية سواء في المعهد العالي للفنون المسرحية، أو قسمي المسرح في جامعتي الإسكندرية وحلوان، ومشاركات سابقة في مسلسلات إذ تنوعت أدوارهم فيها بين الاجتماعية والتاريخية والبوليسية والكوميدية وغيرها. رفع هؤلاء شكاواهم الكثيرة إلى مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، التي حاولت ووعدت بالتوصل مع جهات الإنتاج الخاصة إلى حلول لتشغيلهم، لكنّ تلك التعهدات باءت بالفشل، خصوصاً أن مسألة التشغيل وترشيح الممثلين للأدوار في المسلسلات التلفزيونية تخضع في كثير منها وفق «الشاكين» إلى «الشللية والمصالح الشخصية»، وليس إلى عضوية النقابة. وقد دفعت كل هذه الأسباب «العاطلين» إلى اتهام أعضاء مجلس النقابة بالبحث عن مصالحهم الشخصية، إضافة إلى مصالح أبنائهم وأشقائهم وزوجاتهم وأقاربهم، ودللوا على كلامهم بمشاركة كل أعضاء المجلس في أكثر من خمسة أعمال في وقت واحد خلال الموسم الرمضاني الماضي وحده. وفي محاولة جادة من أجل الارتقاء بكرامة الفنان والممثل المصري، لا سيما المواهب الشابة، ولربط منظومة الإنتاج الفني والسينمائي والمسرحي بعضها ببعض، من ممثل ومنتج ومخرج وفنيين في كل التخصصات، ولإيجاد عدالة وفرص متكافئة لكل أفراد منظومة صناعة السينما والمسرح والفن في شكل عام في مصر، جاءت فكرة إنشاء رابطة (غروب) على «الواتس آب» بعنوان «بكرة أحلى». وقال أحد مؤسسي «غروب» «بكرة أحلى» الفنان محمود عامر، وهو أحد مسؤوليه مع المخرج أحمد الشيخ: «بعد المعاناة الشديدة التي يواجهها معظم فناني مصر، خصوصاً من هم في بداية مشوارهم الفني، أو من يعانون صعوبة الطريق الفني لتحقيق هدفهم المنشود. وعُقد اجتماع ضمني مع نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، والمخرج أحمد الشيخ، وأسفر عن فكرة من شأنها إيجاد وسيلة تتفق مع تكنولوجيا العصر، وإمكان استخدامها في التواصل في شكل سريع ومتحضر، مع أعضاء النقابة من الفنانين والممثلين، بغية إيجاد رابط بينهم وبين بقية منظومة إنتاج الفن والسينما والمسرح. وتمثلت هذه الفكرة في إنشاء رابطة على «الواتس آب» بعنوان «بكرة أحلى»، ليضم معظم فناني مصر ممن تروق لهم الفكرة للانضمام له عبر «الواتس آب» في شكل أون لاين، وذلك بعدما تم الاتفاق مع غالبية أعضاء النقابة عليها. وأشار عامر إلى أن الغروب يضم بعض مكاتب الكاستينغ، ذات السمعة المعروفة في الوسط الفني، وأنه يعد بمثابة «كاستينغ» فوري وسريع للمخرجين، بحيث يضم معظم فناني النقابة، ومخرجين، ومخرجين منفذين، وديكور، وفنون شعبية، وسيرك، وباليه، وديكور، وذلك للتواصل بسهولة مع الأعمال والفرص الفنية المتاحة للممثل وبقية عناصر المنظومة الفنية. والجدير ذكره أن كان من المعتاد أن يتقدّم الفنان إلى اختبار فني، سواء لفيلم أو مسلسل أو مسرحية، ليجد نفسه وسط تجمع هائل غير منتمي للمهنة. وأكد أن من مميزات هذا التجمّع الإلكتروني سهولة تعرف الفنان على الفرص الفنية المتاحة، ليتقدم إلى تلك الفرصة أو الشخصية التي يرى أنه يستطيع القيام بها. وأوضح أن «الغروب» يضمن التعامل الراقي والجدي والسريع، مع سهولة التواصل للترشيحات الفنية، كونه سيساعد المخرجين أيضاً في التوصل إلى شخصيات الأعمال الفنية التي يرغبونها. وأنه على المخرج أو المخرج المنفذ فقط أن يرشح شخصيات أي عمل فني، ثم يقوم بإرسال الأعمار ووصف تقريبي للشخصيات، وفي دقائق يدخل الفنانون والممثلون وكل من يرى في نفسه المواصفات الملائمة لطبيعة الشخصيات المطلوبة، ثم يرسل صوراً شخصية له، مع سابقة أعمال «شو ريل»، أو مشاهد له من أعمال سابقة، فيحدث التواصل بين الممثل والمخرج، من دون زحام المكاتب التي تقلل من قيمة الفنان. وما يساعد في دعم هذه الفكرة هي ثقة المخرج والمنتج في الممثل، لكونه يتعامل مع ممثلين محترفين فنياً ونقابيين، وهذا يجعل مقابلات الكاستينغ بسيطة ومحدودة لاختبارات على أدوار بعينها، وهو ما يوفر الوقت والمجهود لكل الأطراف. وختم عامر حديثه بقوله: «أعداد أعضاء نقابة المهن التمثيلية قليل جداً، لا يتجاوز 1300 ممثل وفنان معتمد في النقابة. وبالنظر إلى حجم الإنتاج الدرامي والسينمائي، حتى لو تجاوزنا ال70 مسلسلاً ومسرحية، و30 فيلماً، فهو عدد يمكن أن يحتوي جميع ممثلي وفناني النقابة المعتمدين، إضافة إلى المواهب الشابة الحقيقية من خارج النقابة. ولكن يجب أن تكون الأفضلية في الاختيار لأعضاء النقابة، خصوصاً من يجلس في بيته من دون عمل، ونأمل بأن يكون «بكرة أحلى» بداية خير للدراما المصرية ولفناني مصر».