قائد القوات المشتركة يستقبل العرادة    مجلة تايم تختار ترامب «شخصية العام» 2024    هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق معرض جدة للكتاب 2024    بمشاركة القطاع الحكومي والخاص.. «لقاءات جازان» يختتم أعماله    خادم الحرمين وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة من قادة الإمارات    ضبط 4 إثيوبيين في ظهران الجنوب لتهريبهم (43) كجم «حشيش»    مشعل وعبدالعزيز بن ماجد يتلقيان التعازي في والدتهما    حرس الحدود بالشرقية ينقذ طفلة سودانية من الغرق    التنمية الغذائية تساهم في زراعة 10 مليارات شجرة في إطار مخرجات مؤتمر COP16    «عكاظ» تحاور السفير السوري في الرياض: لم نكلف بشيء منذ سقوط النظام    يتقدمهم سالم.. لاعبو الأخضر ينتظمون في معسكر الرياض    مستشفى خميس مشيط يُنفّذ اليوم العالمي لذوي الإعاقة و للإيدز    أمانة القصيم تحتفل بإعلان استضافة المملكة لكأس العالم 2034    سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12099.33 نقطة    كأس العالم 2034 رؤية طموحة وإنجازاً عالمياً ومحطة تاريخية في السعودية    «التعاونية» تتعاون مع مبتكرين من أنحاء العالم لإطلاق مسرعة أعمالٍ افتراضية للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    أمير حائل يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034        "لقاءات جازان" يقدم خدماته للزوار من الأشخاص ذوي الإعاقة    استئصال ورم دماغي كبير من مريض "خمسيني" بمستشفى بريدة المركزي    «الجمعية الأممية» تصوت بأغلبية ساحقة على وقف فوري لإطلاق النار في غزة    الذهب يتزحزح عن أعلى مستوى في شهر، والنحاس يجني مكاسب التحفيز الصيني    نائب أمير الشرقية يرفع التهاني بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034    بعد 61 عاماً من السيطرة على الحكم في سورية.. «البعث» يعلق نشاطه الحزبي    «المرور»: استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية في منطقة القصيم    د. الحزيم : غياب العمل التطوعي يؤدي إلى تآكل القيم الأخلاقية    "أريب كابيتال" تستحوذ على أرض في الرياض لتطوير مشروع متعدد الاستخدامات    وزير السياحة يطلع تراث وأماكن محافظة المذنب السياحية    البريك تعزي أسرة العمودي في وفاة والدتهم    سلطان عُمان يهنئ القيادة بمناسبة فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034    عندما يصبح الإعلام رسالة.. لا وظيفة فقط    رئيس أمن الدولة يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034    استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    استشهاد 15 فلسطينيا في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب قطاع غزة    الرياض تستضيف ثلاثة مؤتمرات عالمية متزامنة في مجال تقويم الأسنان .    للسينما بيت جديد    السعودية تسجل 8 أنواع جديدة من النباتات النادرة على مستوى العالم    رابطة العالم الإسلامي تطلق منصة الشراكات الأوسع لدعم تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    السكان يطالبون بالخدمات البلدية.. «المروة 4» أحدث عشوائيات جدة    وزير الخارجية يناقش مع بيدرسون وألباريس المستجدات السورية والإقليمية    5 أطعمة بسيطة تساعد في تأمين صحة الكلى    أول زراعة كبد كاملة بالروبوت.. في تخصصي جدة    قليل من الكلام    القرآن قطعي الثبوت قطعي الدلالة!    الأمراض السرطانية بين بشرى المستجدات العلاجية والتركيبات العشبية    الرشوة    اجتماع اللجنة السعودية البريطانية للتعاون العسكري    تطوير القطاع السياحي سيسهم في إيجاد نحو 3000 فرصة عمل .. أمير جازان يرعى حفل ملتقى دعم الاستثمار في محافظات القطاع الجبلي    واتساب تعالج ثغرة في ميزة العرض لمرة واحدة    مغامرة نووية ب13 ألف دولار    رئيس نزاهة: المملكة نموذج رائد في جميع المجالات    ريال مدريد الإسباني" هلال أوروبا"    في الجولة السادسة من يوروبا ليغ.. قمة نارية بين لاتسيو وأياكس.. ويونايتد يسعى لإنعاش حظوظه    في اليوم العالمي للجبال.. جبال العُلا تنطق بروعة الطبيعة والتراث    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يفتتح ملتقى أبحاث الحج والعمرة والزيارة    نائب أمير مكة يستعرض خطط « العمرة»    المملكة تؤكّد دعمها الراسخ للشعب الفلسطيني    أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل المصري بجدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعمالها النثرية صدرت في القاهرة
نشر في الحياة يوم 31 - 08 - 2017

«حاجة لا شعورية من نوع ما للوقوف والصمود في وجه العدم». هكذا أجابت الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد (1935 – 1967) عن سؤال: لماذا تكتبين الشعر؟ في حوار أجرته معها مجلة «آرش»، وتضمنه كتاب جمع نصوصها النثرية. الكتاب عنوانه «فروغ فرخزاد: نصوص نثرية... مقابلات، رسائل، رحلات» (دار العين والمركز القومي للترجمة- القاهرة) للباحث والمترجم الكويتي خليل علي حيدر، الذي سبق أن ترجم مختارات مِن شعر فروغ التي صدر لها ديوان «الأسيرة» عام 1967، ثم «حائط»٬ «عصيان»٬ «ولادة أخرى». عملت فروغ قبل وفاتها عن 32 سنة في إعداد وتصوير وتمثيل عدد مِن الأفلام؛ منها: «البحر»٬ «الخطوبة»٬ «الماء والحر»٬ و «المنزل المظلم»؛ والأخير كان عن إحدى مستعمرات مرضى الجذام٬ وفاز بجائزة أفضل فيلم مِن مهرجان «أوبرهاوزن» في ألمانيا الغربية. لم يكن «المنزل المظلم» فقط مجرد عمل فني خاضته فروغ بقدر ما هو تواصل إنساني مع فئة يخافها البشر ويخشون الاقتراب منها. ففي أثناء تصوير الفيلم لم تتجنب ملامستهم والتواصل معهم، بل وصلت إلى حد أنها كانت تتناول معهم الطعام، وتبنّت طفل أحد نزلاء تلك المستعمرة. وتكشف الرسائل التي كانت تتبادلها مع والدي الطفل عن صدق إنساني ينبع مِن إحساس عارم بالمسؤولية تجاه مَن هم أضعف. وقام والد الطفل بتسليم هذه الرسائل إلى إحدى المجلات مع مذكرة تقول: «ينبغي أن أبيّن لكم أن السيدة فروغ قامت خلال الست سنوات هذه بكتابة ما يزيد عن مئة رسالة لي؛ لم يبق منها لديَّ سوى خمس٬ أقدمها لكم وكلي رجاء أن تعيدوها لي بعد نسخها٬ فهي أغلى وأعز لدينا من أي شيء آخر في العالم؛ لأن صاحبتها أوقفت حياتها لإرضاء البارئ٬ بإسعاد ناسٍ مثلنا٬ بينما ينظر إلينا سائر الناس بعين الاحتقار». تقول فروغ في أحد خطاباتها لوالد الطفل: «استعجلتم كثيراً في العودة٬ لو كنتَ أخبرتَني وصبرتَ قليلاً لاستفدتَ أكثر من المساعي التي قمت بها من أجلكم. عندما كنتم في طهران وجئت لمقابلتكم اتفقنا على أن تتصلوا بي الساعة الخامسة بعد الظهر٬ لأشرح ما المطلوب منكم عمله. كنت قد حصلتُ لكم على توصية من رئيس إدارة الصحة كانت ستفيدكم كثيراً٬ كما أنني كنتُ قد طلبتُ من أحد الأصدقاء أن يساعدكم مالياً٬ وكذلك أبدت سيدة فرنسية محترمة جداً مع زوجها مِن أصدقائي استعدادهما لتبني مريضة منكم».
تكشف خواطر فروغ التي كتبتها عن رحلاتها وأسفارها الخارجية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا عن ملامح اجتماعية لتلك الفترة في إيران وما تتخللها من حريات ومكتسبات للمرأة، تراجعت مع ثورة الخميني في 1979. كما كان لطريقة التربية التي تلقتها فروغ ونمَّت لديها الشعور بالاستقلالية والاعتماد على الذات٬ دور كبير في نتاجها الإبداعي٬ فقد مارست الكتابة بأجناسها شتى٬ من شعر وسيناريو وأدب رحلات. تذكر فروغ أن والدها كان يأتي لها ولإخوتها بالأوراق التي يصنعون منها الأكياس الورقية ويوزعونها على محال الفاكهة والبقالة٬ في الوقت ذاته الذي يحرص على منحهم مصروفهم كاملاً حتى وهم يشتغلون بهذا العمل البسيط ويدّخرون ما يدره. تقول فروغ: «طريق النجاة الوحيد هو أن يبلغ الإنسان درجة من الاستقلالية والإنتاجية٬ يكون معها صانع عالمه معبّراً عنه من جانب ومتفرّجاً وحكماً عليه في الوقت ذاته». قبل عام؛ خرج المخرج الإيراني إبراهيم كلستان عن صمته وتحدث عن العلاقة العاطفية التي جمعته بفروغ عقب انفصالها عن زوجها برويز شابور: «بالطبع أنا اتحسَّر على كل تلك السنوات التي لم تكن فيها هنا؛ وهذا أمر واضح. كنا قريبين جداً، ولكني لا أستطيع قياس حجم مشاعري نحوها». بدأت فروغ عملها في شركة كلستان كموظفة مكتبية. وفي عام 1960 أوفدها كلستان إلى بريطانيا لتلقي دورة لتعلم كتابة السيناريو٬ وبعد عودتها أدّت دوراً في فيلم «الخطبة»، كما ظهرت في وثائقي بعنوان «لِمَ ثار البحر؟» ولعبت دور البطولة في مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» للويجي بيراندللو؛ مِن إخراج بري صابري. وفي عام 1966 ترجمت أجزاءً شعرية من مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» لبريخت.
حياة متوهّجة عاشتها فروغ؛ مارست خلالها ألواناً إبداعية شتى٬ إلا أنها حاولت الانتحار مرّتين بتناول الحبوب المنومة٬ إلى أن قضت نحبها في حادث سير عندما حاولت أن تتفادى الصدام مع باص كان يقل أطفالاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.