عن مكتبة مدبولي في القاهرة صدر كتاب بعنوان «حضارة مصر القبطية: الذاكرة المفقودة»، اشترك في كتابته رجل الأعمال منير غبور والباحث أحمد عثمان. يتحدث الكتاب عن مرحلة منسية من تاريخ الشعب المصري، وهي الفترة المتعلقة بالحقبة القبطية. فبعد سقوط مصر في يد الرومان عام 30 قبل الميلاد، لم يبق ملوك فراعنة يحكمون البلاد كما كان الوضع سابقاً، لكن الشعب المصري - القبطي - ظل يحتفظ بتراثه الثقافي القديم ولم يتأثر بالفكر الروماني أو العقائد اليونانية. فبعد هزيمة الرومان مصرَ عام 31 قبل الميلاد، صارت روما هي العاصمة السياسية للإمبراطورية الرومانية، بينما ظلت الاسكندرية هي العاصمة الثقافية والدينية فيها. ثم حدث تطور في مصر منذ منتصف القرن الميلادي الأول، حيث كان الشعب المصري هو أول شعب في العالم يعتنق - بأكمله - الديانة المسيحية الجديدة، بعد وصول القديس مرقص الى الإسكندرية. كان الفراعنة هم الذين يدعمون الكهنة والمعابد بالمال والعطايا والهبات، وكانت المعابد وكهنتها وحدها معفاة من دفع الضرائب. ومع سقوط النظام الفرعوني وحلول نظم رومانية جديدة لحكم البلاد، لم يعد هناك من يحمي المعابد القديمة، أو يهتم بحالة التدهور التي ألمت بها. وهكذا اختفت الديانات القديمة، لتحل مكانها الديانة المسيحية تدريجاً. هذا العصر الجديد الذي بدأ في مصر بعد سقوط حكم الفراعنة، يمثل المرحلة القبطية من التاريخ المصري والتي انتهت بوصول عمرو بن العاص في 641 للميلاد، وبداية مرحلة التاريخ الإسلامي.