رفع الجيش اللبناني علم لبنان على التلال الأعلى في الجرود اللبنانية في السلسلة الشرقية بعد أقل من 24 ساعة على انسحاب مسلحي تنظيم «داعش» منها، ولا سيما تلة القريص التي بقي يتحصن فيها المسلحون حتى لحظة تنفيذ الانسحاب في إطار صفقة التبادل بين «داعش» وبين «حزب الله». وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أن «وحدات الجيش استكملت انتشارها في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها، التي تأكد خلوّها من عناصر تنظيم داعش الأرهابي، وتمّ رفع العلم اللبناني فوق قمم: حليمة قارة وعقابة مرطبيا وحليمة القبو، التي تشكل المرتفعات الأعلى في المنطقة، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة بمسح الأراضي لكشف العبوات والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون والعمل على معالجتها». وذكرت محطة «المنار» أن الجيش اللبناني وجد سيارات تخلى عنها المسلحون في الجرود اللبنانية محترقة، وثمة سيارة لا تزال النار مشتعلة فيها من مساء الإثنين. نفي استقالة ونفت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أن يكون قائد عملية «فجر الجرود» قدم استقالته من الجيش، موضحة أن «بعض المواقع الإلكترونية الإعلامية، تداول خبراً مفاده أن قائد عملية فجر الجرود، قدم استقالته من الجيش. إن قيادة الجيش تنفي صحة هذا الخبر، وتدعو المواقع المذكورة إلى توخي الدقة في تناول أي موضوع يتعلق بالمؤسسة العسكرية، والعودة إلى هذه القيادة لاستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها». التبادل يتواصل وفي الجانب السوري، وصلت قافلة المنسحبين وعائلاتهم وجرحى تقلهم سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري فجر أمس، إلى نقطة التبادل في بلدة حميمة في دير الزور . وكانت الحافلات انطلقت ليل أول من أمس، من جرود قارة في القلمون الغربي إلى البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وفقاً للاتفاق بين «حزب الله» و «داعش»، على أن يتم تسليم ثلاث جثث تعود إثنين منها لمقاتلين للحزب وثالثة لمقاتل إيراني يدعى محسن حجي وأسير من الحزب أسره داعش في البادية السورية. وذكرت محطة «المنار» ان «صعوبات لوجستية أخرت عملية تسليم هؤلاء». ونشر «الإعلام الحربي المركزي ل «حزب الله» على موقعه خريطة للجرود اللبنانية والسورية بعد التحرير. وبين الحزب أن الجيش اللبناني حرر 120 كلم2 من الأراضي شرقاً و20 كلم2 جنوب هذه المنطقة حررها «حزب الله» وهي أراض لبنانية، ثم 310 كلم2 من الجرود السورية حررها الجيش السوري و «حزب الله». زاسبكين: مساعداتنا للجيش خلال 40 يوماً أكد السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين أن «المساعدات الروسية المقررة للجيش اللبناني ستصل إلى مرفأ بيروت في غضون أربعين يوماً». وزار زاسبكين أمس وزير الدفاع يعقوب الصراف، مهنئاً إياه ب «الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على المجموعات الإرهابية». وتطرق إلى الزيارة التي قام بها الصراف أخيراً لروسيا، وأبلغه «تأكيد الجانب الروسي أهمية الزيارة على الصعد العسكرية والسياسية». ونقل إليه «التزام بلاده تعزيز التعاون العسكري بين البلدين». وأشار إلى أن «زيارة موسكو التي تناولت سبل تفعيل التعاون العسكري ستستتبع في أيلول (سبتمبر) المقبل، باجتماعات اللجنة المشتركة اللبنانية- الروسية، ستعقد في بيروت للبحث في برامج التعاون العسكري بين البلدين للعام 2018، ومناقشة مسودة اتفاق التعاون في المجال العسكري المزمع عقده بين البلدين». والد عباس مدلج ينتظر الخبر اليقين ينتظر علي مدلج والد العسكري الشهيد عباس مدلج الذي كان ذبحه تنظيم «داعش» الإرهابي في 5 أيلول (سبتمبر) 2014 بعد شهر ويومين على خطفه مع رفاقه العسكريين الشهداء، الخبر اليقين عن مكان العثور على جثمان ابنه، مؤكداً ل «الحياة» أنه كلما تلقى خبراً مفاده أنه تم العثور عليه يأتي خبر جديد ليكذبه. ويقول إنه لم يتلق أي اتصال من أي مسؤول و «ليس هناك أي أمر ملموس». وهو ينظر إلى عملية تنظيف جرود القاع ورأس بعلبك من الإرهابيين على أنها «ممتازة لكن بالنسبة إلى ابني فهذا موضوع آخر أرفض التحدث عنه». كما يقول ل «الحياة». وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني في بيان أنه «نتيجة متابعة البحث عن مصير عسكريين مفقودين، تمّ بتاريخ سابق العثور في جرود عرسال على رفات أحد الأشخاص. وبتاريخ اليوم (أمس)، عَثرت وحدة من الجيش في منطقة الرهوة– جرود عرسال، على رفات لأحد الأشخاص. وتخضع عيّنات من الرفات لفحوص الDNA اللازمة بإشراف القضاء المختص». وكانت المديرية العامة للأمن العام أشارت في بيان إلى تداول وسائل إعلام نقلاً عما سمّته «مصادر في الأمن العام» خبراً مفاده بأن «الأمن العام لم يعثر على جثة الشهيد عباس مدلج بعد»، موضحة أن «أي خبر غير صادر رسمياً عن المديرية العامة هو عار من الصحة وأنها ستضع أية معلومات جديدة في شأن جثمان الشهيد مدلج تحت تصرف قيادة الجيش المعني الأول بالموضوع». وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، من مطار رفيق الحريري الدولي: «أجزم بأن الرفات تعود للعسكريين والنتيجة العلمية التي تقطع الشك باليقين ستصدر قبل نهاية الأسبوع»، لافتاً إلى أنه «تواصل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وحين تصدر النتائج يعلن عنها».