الناصرة - «الحياة» - أفادت دراسة أعدها خبراء أميركيون يقدمون خدمات استشارية لسلطات الاستخبارات الأميركية أن «وجه إسرائيل» سيتغير بشكل دراماتيكي بعد 20 عاماً حين سيصبح اليهود العلمانيون على مقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية وفي سن التجنيد للجيش (18 عاماً) أقلية داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ توقعت أن يشكل اليهود الحرديم (المتدينون المتزمتون) والعرب (المعفيون من الخدمة العسكرية) نحو 60 في المئة من طلاب المدارس حتى سن 12 عاماً، ونحو 40 في المئة من أصحاب حق الاقتراع. وقالت الدراسة التي اعتمدت معطيات دائرة الإحصاء المركزية إن مرد هذا التغيير المتوقع هو التكاثر الطبيعي السريع في أوساط «الحرديم» والعرب. ولجأ معدّا الدراسة، المستشار لشؤون الديموغرافيا في «المجلس الوطني للمخابرات» في الولاياتالمتحدة ريشارد سينكوتا والأستاذ الجامعي أريك كوفمان من جامعة لندن إلى التحليلات الديموغرافية بهدف تفسير «التحولات» التي تبدّت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إسرائيل، وفي مقدمها تعزز قوة حزب «إسرائيل بيتنا» العلماني المتطرف برئاسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وبرأي الأستاذين، فإن مرد نجاح هذا الحزب هو مخاوف العلمانيين من «التآكل المتواصل للغالبية الصهيونية في إسرائيل»، مضيفين أنه كلما تراجع عدد العلمانيين في أوساط الناخبين، فإن حزب «إسرائيل بيتنا»، كعنوان للعلمانيين، سيعزز قوته «إلا إذا تغيرت قواعد اللعبة». وذكّر معدا الدراسة بأن نسبة اليهود «الحرديم» والعرب في أوساط طلاب المدارس الابتدائية كان عام 1950 نحو 14 في المئة فقط من مجمل الطلاب، فيما نسبتهم اليوم تصل إلى 46 في المئة، ومع حلول عام 2020 سيشكلون غالبية. وأشارا إلى أن معدل الأطفال للمرأة اليهودية المتدينة هو 7 في مقابل 3.9 للمرأة العربية المسلمة. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن تقريراً للاستخبارات الأميركية توقع قبل نصف عام أن تؤدي التحولات الديموغرافية في المجتمع الإسرائيلي إلى تغييرات جدية في تركيبة الكنيست الجديد. من جهته، قال الخبير الديموغرافي الأبرز في إسرائيل البروفيسور سيرجيو دي لا فيرغولا إن توقعات الدراسة الأميركية قد لا تتحقق في حال تدنت معدلات الولادة في أوساط «الحرديم» في الأجيال المقبلة، مضيفاً أن الأمر مرهون بمصادر التمويل الحكومية لهذه العائلات، «وفي حال شعرت العائلات بأن الأموال التي تتلقاها لا تكفيها لإعالة أفرادها وأنها ستضطر إلى الاعتماد على نفسها بشكل أكبر، قد تحصل تغيرات معينة في أنماطها الديموغرافية».