قال محامي الشبان الخمسة الذين صدر في حقهم حكم بالقصاص والصلب بمحافظة القطيف، بعد قيامهم باستدراج مواطن بصوت نسائي وقتله وسلب أمواله قبل أربعة أعوام: إن محاولة السرقة الفاشلة التي تسببت في خطأً غير مقصود، في وفاة المسلوب لا تجعل من موكليه مستحقين لحد الحرابة! وأضاف أن موكليه مراهقون كسائر المراهقين! ينزلقون على سطح كل شيء ولا يتوقفون عنده، موضحاً أن بعض المحكومين كان للمرة الأولى يرتكب جناية، ويتعرف على مفردة محكمة ومدلول معناها! والآخرون ليسوا عنه ببعيد في أعمارهم وتدني السفه والجهل وغياب الرشد منهم، مؤكداً أن الرشد يتأخر كثيراً في زماننا هذا عن البلوغ، وأضاف أن هذه الواقعة في سياقها الطبيعي والفطري، عصبة وليس (عصابة)!!! وسرقة أو سلب وليس قطع طريق ولا أكثر، والإيغال في التحريض بصياغات وتراكيب ومفردات تؤلب الرأي العام، وتحرِّض على الكراهية بين طرفي القضية، وهم أولياء المتوفى! وبيَّن المحامي أن هذا إصابة بجهالة دون بينة، وهذا ما انزلق إليه كثير من وسائل الإعلام دون تروٍ مع الأسف الشديد، مشيراً إلى أن الغلمان الخمسة سعوا لإنقاذ حياة المسلوب بالركض به من مستشفى إلى آخر، وتبليغ مركز عمليات الشرطة! بصراحة مصدومة كثيراً من التصريح الخطير 5 شبان مراهقين خططوا وفكروا في جريمة بشعة راح ضحيتها إنسان بريء لا يستحقون العقوبة بحسب رأي محاميهم. ماذا يستحقون إذاً (رحلة لجزر المالديف لأن الأجهزة الأمنية أتعبتهم في التحقيق) أم رحلة إلى التشيك على حساب المجتمع الذي سمع للرأي العام الذي ألّبهم، والذي أثر في عدم تنازل أولياء الدم.. نأتي للتفسير الخطير الذي ذكّرني بمسرحية عادل إمام (شاهد ما شفش حاجة) حين ظل المحامي يدافع عن شخص ضخم الجثة عريض المنكبين على وجهه علامات الإجرام، ويقول للقضاة انظروا إلى ذلك الوجه البريء، إنني أستحلفكم بالله العظيم أن تنظروا إلى ابتسامته البريئة المضيئة.. سعادة المحامي يفسر أن هؤلاء الشبان الخمسة عصبة، وليسوا عصابة لم تكن تهدف إلى قتل الرجل بل كانوا يمزحون معه فقط.. وعندما مات هبُّوا للإبلاغ عن أنفسهم، وحملوه إلى المستشفيات في محاولة لإسعافه.. التصريح الثالث وهو لا يبتعد كثيراً عن سابقيه أن الرشد بات يأتي متأخراً في زماننا، ولذلك فالجريمة تعتبر في نظره من أفعال المراهقين ولا يستحقون عليها حد الحرابة!! أعدك بأن أكتب عديداً من المقالات لتوضيح أن ازدياد حالات الابتزاز والاغتصاب والخطف والتصوير والنصب وغيرها (من أفعال المراهقين) ونظراً لتأخر سن الرشد في مجتمعنا رغم أننا نعتبر الفتاة ذات ال9 سنوات مؤهلة للزواج وللأمومة، ونعتبر المرأة ذات الأربعين (طفلة تحتاج إلى تقويم ولي أمر ننتظر وصوله لسن الرشد الذي تعثر في المواصلات على ما يبدو. هذه التصريحات خطيرة جداً، وتحتاج إلى وقفات من المسؤولين، فحياة الناس وشرفهم وأمنهم ليست محل تجربة عصبة من المراهقين الذين فكروا ودبّروا، ولم يدركوا نتائج تصرفاتهم، لذلك فهو يلتمس لهم الرحمة لأنها المرة الأولى، ولو تكررت منهم وقتلوا شخصاً آخر (عندها نعاقبهم).. وأترككم مع الآية الكريمة «من أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» المائدة صدق الله العظيم [email protected]