أكد متظاهرون أن موقف المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني قدم دعماً كبيراً للمتظاهرين الذين دعوا الى تنظيم مسيرات كبيرة الجمعة المقبل، فيما دعا رجال دين الشباب الى الامتناع عن الانتحار بإحراق أنفسهم واللجوء الى الوسائل غير العنيفة في التظاهر. وثمنت بيانات وزعتها مجموعات شبابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) وأخرى أصدرتها حركات ونقابات مهنية وعمالية وعشائرية ومنظمات مجتمع مدني، الموقف المعلن للسيستاني الداعم للتظاهرات السلمية. وكان المرجع أكد حق الشعب العراقي في التظاهر، بسبب نقص الخدمات وانتشار الفساد، شرط أن تكون تلك التظاهرات سلمية خالية من العنف. وقال السيستاني في رسالة الى معتمديه أول من أمس: «تقدر المرجعية العليا معاناة المواطنين بسبب تردي الخدمات وانتشار الفساد في المؤسسات الرسمية لتقصير الحكومة في جانب وقصورها في جانب آخر وقد نبهت المسؤولين مراراً وتكراراً إلى ذلك». وأضاف أما «التظاهر فهو حق الجميع ولكن مع التأكد من أنه لا يستتبع إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة كما حصل في عدة حالات»، مشيراً الى أنه «يجب أن تكون التظاهرات خالية من العنف وسفك الدماء». وأشاد رجال دين سنة في ديالى أمس بإعلان بموقف السيستاني وقال الشيخ عساف الدليمي في بعقوبة إن «هذا الإعلان يتفق والموقف الوطني والشعبي»، داعياً منظمي التظاهرات الى «احترام الإعلان والرقي بمطالبهم الى المستوى الذي يضع الحكومة أمام خيار المصلحة الشخصية أو الشعب». وشدد شباب وأهالي مدينة النجف على عزمهم المشاركة في تظاهرة الجمعة التي أطلق عليها منظموها اسم «يوم الغضب». وقال حيدر عماد، وهو أحد المنظمين، ل «الحياة» إن «التظاهرة المقبلة ستكون عفوية يشارك فيها الجميع». وأضاف: «أنا أقطن حي الرحمة في المنازل العشوائية ونحن منسيون وأؤكد أن كل أهالي الحي سيشاركون في التظاهرة». وزاد: «اليوم زارنا المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة للمرة الأولى وقالوا لنا إنهم سيستمعون الى مطالبنا شرط عدم مشاركتنا في التظاهرة المقبلة». أما الشاب ليث منتصر وهو من أنصار الصدر فقال إنه «على رغم تراجع الهيئة السياسية للتيار الصدري عن دعوتها إلى التظاهر لكني سأخرج للمطالبة بحقوقي وحقوق هذا الشعب التي نهبت». وأضاف: «أنا شاب تجاوزت الخامسة والعشرين وعاطل من العمل وليس لدي مسكن أنا وعائلتي. كان أملنا في قادة التيار الصدري بإنصاف المظلومين في البلاد لكنهم ما أن تذوقوا حلاوة السلطة وانغمسوا بنعمتها حتى نسوا من أوصلهم الى هذه المراكز». الى ذلك، أعلن مصدر أمني أن الإجراءات في المحافظة ابتداء من مساء الأحد الماضي تم رفعها الى حال الإنذار المبكر مع فرض سيطرة تامة على مداخل ومخارج المدينة القديمة. وقال المصدر رافضاً كشف اسمه في تصريح الى «الحياة» إن «إجراءات أمنية مشددة اتخذت على خلفية تظاهرات بغداد وعدد من المدن الأخرى اعتباراً من مساء الأحد وتم تطويرها بتعزيز عمليات التفتيش والطوق الأمني حول المدينة القديمة في النجف، حيث مرقد الإمام علي ومكاتب المراجع الدينيين». وشهد الأسبوعان الأخيران تظاهرات عفوية في مدن الكوت والديوانية والبصرة، وسط وجنوب البلاد، والأنبار غربها، وأحياء الحسينية والكريعات شمال بغداد، وأخرى متفرقة في عدد من المدن، فضلاً عن اعتصام مثقفين وشباب في شارع المتنبي وساحة التحرير وسط بغداد. في هذا الوقت، دعا رجال دين في محافظة ديالى نظراءهم الى التأكيد في خطبهم ومواعظهم على حرمة الإقدام على الانتحار، في أعقاب انتحار شابين في الموصل وبغداد الأسبوع الماضي. وأكد أحد وجهاء بلدة بلد روز الشيخ محمود الجبوري ل «الحياة» أن «الانتحار حرام شرعاً وعلى خطباء المساجد ورجال الدين تأكيد حرمته خصوصاً أن مرتكبه يعد خارجاً عن ملة الإسلام». وكان مواطنان أقدما على حرق نفسيهما الأسبوع الماضي في الموصل وبغداد احتجاجاً على تردي أوضاعهما الاقتصادية في خطوة تهدف الى لفت أنظار المسؤولين الى الواقع السيء ، فيما قال صحافي شاب إنه سيقدم على حرق نفسه الجمعة المقبل في ساحة الفردوس وسط بغداد. ودعا مسؤولون أمنيون ووجهاء المواطنين الى التعبير سلماً خلال احتجاجهم محذرين من وجود أجندة لتحريف مطالبهم. ودعا الناطق باسم قيادة الشرطة في ديالى المقدم غالب عطية في تصريح الى «الحياة» المتظاهرين الى «ضرورة التزام قواعد التظاهر التي كفلها الدستور والحفاظ على المؤسسات الحكومية باعتبارها ملك للشعب».