اعتبر السفير الهندي لدى الرياض تلميذ أحمد أن حضور الهند في معرض الرياض الدولي للكتاب بصفته ضيف الشرف، جزءاً من سلسلة الحدث الذي كانت الهند تخطط له لترويج المعرفة المشتركة والتفاهم، مشيراً إلى أنهم يخططون لمشروع ترجمة كتب هندية إلى اللغة العربية وترجمة الكتب العربية إلى اللغات الهندية المختلقة مثل الهندية، الأردية، والمليبارية، وإلى أنهم يسعون إلى تنظيم تبادل زيارات ثقافية للإعلام والتعاون في ما بين وكالة الأنباء في البلدين والقنوات التلفزيونية، واستضافة الأحداث الثقافية السعودية في الهند. ولفت تلميذ أحمد في حوار مع «الحياة» إلى أن التفاعل بين الثقافتين، في الهند والمملكة يأتي متأخراً جداً، مشدداً على أنه الركن الأساسي في تطوير العلاقات بين البلدين. إلى تفاصيل الحوار: كيف ترى حضور الهند كضيف الشرف في معرض الرياض للكتاب، الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية في المملكة؟ - شكراً لوزارة الثقافة والاعلام على اختيارها تقديم الهند لكي تكون ضيف الشرف في معرض الكتاب الدولي بالرياض الذي ينطلق مارس المقبل، إنه يوفر لنا فرصة ممتازة لإبراز إنجازات الهند الأدبية والثقافية أمام السعوديين والجاليات العربية والمقيمين في السعودية، ولتسليط الضوء على الجوانب المختلقة للعلاقات السعودية - الهندية، والاطلاع على مختلف مجالات التاريخ، الأدب، الحضارة والثقافة والإعلام والفنون وغيرها. وأجد أن هذا التفاعل متأخر جداً لأنه يعتبر الركن الأساسي في تطوير العلاقات السعودية والهندية وتقديراً للشراكة الاستراتيجية التي لأجلها الزعماء ملتزمون. حضور الهند في معرض الكتب بالرياض، جزء من سلسلة الحدث التي كانت تخطط من قبلنا لترويج المعرفة المشتركة والتفاهم. على سبيل المثال، نحن نخطط لممارسة مشروع ترجمة الكتب الهندية التي تتضمن مواضيع مختلفة إلى اللغة العربية وترجمة الكتب العربية إلى اللغات الهندية المختلقة مثل الهندية، الأردية، المليبارية. نحن نخطط أيضاً تنظيم تبادل زيارات ثقافية للإعلام والتعاون في ما بين وكالة الأنباء في البلدين، والقنوات التلفزيونية، واستضافة الأحداث الثقافية السعودية في الهند. ما الذي تحضرونه لمعرض الرياض الدولي؟ وهل سيحضر مثقفون هنود هذه المناسبة؟ - سنعرض عدداً من الكتب الهندية التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية، ويسعدني الإشارة إلى أن هذه الكتب قد تمت ترجمتها من علماء هنديين، تحت إشراف المركز الثقافي الهندي والسعودي بالجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي. إن جودة الترجمة وطبيعتها قد نالت مديح علماء ومثقفين عرب وثناءهم، إضافة إلى ذلك، نريد أن نعرض العديد من الكتب القيمة التي تم تأليفها باللغة العربية من العلماء الهنود عبر القرنين الماضيين التي لها أهمية بالغة. معظمها تأتي خارج الهند للمرة الأولى. وفي المعرض، تم الاتفاق على تنظيم العديد من الندوات والمناقشات الأدبية، إذ سيكون المتحدثون الرئيسيون من العلماء الهنود وباللغة العربية، وتحتوي هذه الندوات مواضيع مختلقة بشأن التعاون الهندي والسعودي وهي: مشاركة الهند في ترويج الفن الإسلاميِ، الفكر والثقافة. حالة النثر العربي والشعر العربي في الهند: بالمرجع الخاص لمساهمة المدارس، الكليات والجامعات في ما يختص بترويج اللغة والأدب. التفاعل الثقافي بين الهند والمملكة العربية السعودية عن طريق الحج: رحلات الحجاج الهنود إلى المملكة العربية السعودية: الصحافة الإسلامية في الهند: التاريخ والتطور، ألفاظ اللغة الهندية في اللغة العربية. باحثو الهند البارزون ومساهمتهم في ترويج التراث الإسلامي والعربي في الهند. المخطوطات العربية النادرة في مكتبات الهند، وترجمة الكتب العربية المهمة على الدراسات القرآنية، علم الفقه، الثقافات في اللغة الهندية. وهناك باحثان متخصصان لدى السفارة الهندية قدما بحثهما للدكتوراه حالياً على قضايا تمت مناقشتها في الرواية السعودية والقصة القصيرة عبر ما يزيد على 80 عاماً ماضية. أنا أفتخر بالإنجازات التي قاما بها وسيتحدثان أمام المستمعين السعوديين في معرض الرياض للكتاب عن أبحاثهما. كما سنعرض فيلماً وثائقياً يصف بعضاً من جوانب الثقافة الهندية، وسيقوم طلبة المدارس الهندية بالرياض بتقديم بعض من الثقافة الهندية، أعتقد أن زوار المعرض سيسرهم ويسعدهم العرض الذي سنقدمه. في ما يخص المشهد الثقافي المحلي، ما المناسبات المهمة التي تود أن يتعرف عليها المثقف في السعودية؟ وهل توجد مهرجانات سنوية؟ - تعتبر الهند أرضاً للمهرجانات على مدار السنة، ففي مناطق الهند المختلفة يحتفل الجمهور بالشعائر الدينية والمناسبات الثقافية، لذلك تعقد الأحداث الثقافية الكبرى على مدار العام دون انقطاع. وكثير من المناسبات التي يهتم بها الأجانب تعقد عادة في الشتاء. فتشمل هذه الأحداث عروضاً مسرحية في معظم مدننا، أحداث الأدب مثل المهرجان المنعقد في جيفور الذي يجذب مشاركة 200 من المؤلفين من مختلف أنحاء العالم، المهرجانات السينمائية في مدن مختلفة ولاسيما في نيودلهي، مومبائي، غوا، العديد من معارض الفنون والرقص والأحداث الموسيقية يتم عقدها في جميع أنحاء البلاد، ونأمل بأن «المهرجان السعودي الثقافي» سيعقد في الشتاء المقبل في نيودلهي. يتواجد عدد كبير من الجالية الهندية في المملكة والخليج، فهل نتج من هذا التقارب انتقال مظاهر ثقافية بين البلدين؟ - نعم، هذه هي الحقيقة، عدد الجاليات الهندية في مجلس الدول التعاون الخليجي أكثر من 5 ملايين، في كل دول مجلس التعاون الخليجي تقوم الجاليات الهندية بتنظيم مظاهر ثقافية للاحتفال بمهرجاناتهم عن طريق الرقص، الموسيقى، السينما، مهرجانات الطعام. ومع ذلك، يذكر أنه إلى غاية الآن كانت هذه المهرجانات لا تأخذ صورة رسمية تجذب الحضور المحلي، ولكنها تتغير تدريجياً إذ إن الكثير من المواطنين الخليجيين أخيراً أصبحوا يهتمون بالتقاليد الثقافية للجاليات المقيمة على أراضيها بينهم. ومن أمثلة ذلك، معرض الرياض للكتاب، إذ سيكون للسعوديين فرصة لمشاهدة جوانب من الثقافة الهندية. ونجد أن المجال الآخر لاهتمامات الجماهير الخليجية الفنون التشكيلية. ويسعدني الإفادة بأن السفارة الهندية ستقوم بتنظيم معرض الفن السعودي الهندي، بمساعدة من المتحف الوطني بالرياض في شهر أبريل ومايو هذا العام، وسيتم عرض الرسم الفني وغيرها المعدة من مجموعة من النساء السعوديات والهنديات. كيف تفاعلتم مع الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول حوار الحضارات؟ - الهند كدولة ملتزمة باحترام التعددية الثقافية لشعبها وكل مجموعة دينية، لها الحرية التامة لممارسة عقيدتها فقيم الهند الوطنية هي الديموقراطية التي تحترم التعددية الدينية، وتمنح الحقوق لكل طوائفها ومواطنيها. وعبر قرون طويلة نشأت علاقات وتفاعلات مشتركة وحوار وطني لأن هناك ميادين أوسع للفهم المشترك بين هذه الطوائف. أما تحديات العولمة التي تحدث في بعض دول العالم الآن، عن طريق إدخال إعلاء الهويات الضيقة ولاسيما الهويات المذهبية والطائفية، إذ أدى ذلك لنشوء الصراعات نتيجة لفقدان الحوار القائم على المشاركة والفهم والتقبل. حوار الحضارات والأديان مهم جداً، إذ يمكن ممارسة السياسات للسكن والاحترام المشترك بدلاً من التنافس السيئ والصراعات القاتلة. وبناء على هذا، فإننا نقدر عالياً ونؤيد تأييداً تاماً مساعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز وتشجيع الحوار بين الأديان في مختلف أنحاء العالم. كيف استطاعت الهند أن تنأى وتبتعد عن النزاعات العرقية والدينية بخلاف مناطق كثيرة تحيط بها؟ - دولة الهند تعمل بدستور مكتوب يضمن الحقوق الأساسية لكل مواطنيها بصرف النظر عن الديانة، الطبقة، الطائفية، الجنس ومكان الميلاد. وهذه الحقوق الأساسية تصونها المعاهد والمؤسسات ذات الكيان المستقل. كما أن البرلمان منتخب من المجالس التشريعية المنتخبة في الولايات؛ والقضاء المستقل والحر على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، كما أن الصحافة الحرة التي تحمي حقوق كل الشعب وتعمل كجهة إشرافية في ما يتعلق بمصالح الناس. وبما أن لدينا عدداً كبيراً من السكان يفوق بليون واحد بمجموعات إقليمية لغوية ودينية ومتنوعة، فإنه لا بد بأن تبرز خلافات بين الشعوب من حين لآخر، غير أن القيم الأساسية للوطن والمؤسسات الديموقراطية المستقلة، التي تحظى بها البلاد تؤكد أن الخلافات حين تدخل دائرة الصراع المدمر فيجب تجنبها أو تتم السيطرة عليها بشكل عاجل فور بروزها. وبشكل إجمالي فإنه لابد لنظام سياسي ناجح أن يضمن بأن يكون هناك توازن، في ما يتعلق بحقوق المواطنين وحقوق الآخرين حتى يتسنى للدولة أن تعمل بشكل منسجم على أساس التسوية والاحترام. أخيراً ماذا عن علاقة الهند بإسرائيل، وكيف يمكنكم من خلالها خدمة القضية الفلسطينية؟ - أقامت الهند علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل في عام 1992 بعد بداية عملية السلام مدريد- اوسلو. في نفس الوقت الذي قد بدأت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات بالتفاعل الجوهري مع القيادة الإسرائيلية في هذه المرحلة، كما دخلت بعض الدول العربية مع إسرائيل في حوار اقتصادي وسياسي. وتوسعت علاقات الهند مع إسرائيل لتشمل المجالات الدفاعية والتكنولوجيا والاقتصادية. وفي الوقت نفسه ظلت الهند ملتزمة بشكل كامل بقضية فلسطين، إذ إننا نؤيد ظهور دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة جنباً إلى جنب وبشكل سلمي مع دولة إسرائيل. وعلاوة على ذلك فقد قدمت الهند تأييداً ودعماً سياسياً للفلسطينيين في كل المنتديات الدولية، خلاف ما قدمته الهند لتطوير البنية التحية والمعاهد التعليمية والترفيهية في المنطقة الفلسطينية.