يُتوقع أن تُستكمل في محافظة أربيل، مركز إقليم كردستان، التحضيرات للتشغيل التجريبي لسوق الأوراق المالية، التي تُعد خطوة مهمة للانتقال باقتصاد الإقليم إلى مرحلة يتمكن فيها من استقطاب رؤوس أموال جديدة، إضافة إلى تنشيط الاستثمار المحلي والأجنبي في الإقليم، الذي يشهد نهضة اقتصادية جاذبة لرؤوس الأموال في قطاعات اقتصادية متنوعة. ولفت المدير المفوض للسوق نبيل العذاري، في حديث إلى «الحياة»، إلى «سباق ماراثوني لتأسيس شركة تدير البورصة الأولى للأوراق المالية، اعتماداً على ذوي الخبرات المحلية والعربية والعالمية». وأكد أن للسوق «أهدافاً اقتصادية يراها المعنيون كبيرة قياساً إلى الآمال المعقودة عليها»، معتبراً أنها «سوق واعدة بسبب توافر البنية التحتية وازدياد ثقة المواطنين في مستقبل استثماراتهم فيها». وأعلن أن «عدداً من المؤسسات الاقتصادية في الإقليم والعراق ساهمت في رأس مال السوق، البالغ 10 ملايين دولار في مرحلة أولى، وفي مقدمها غرف التجارة في محافظات السليمانية وأربيل ودهوك وشركات الاتصالات ووزارة المال في الإقليم، فضلاً عن خمسة مصارف عراقية، هي «أشور» و «جيهان» و «الشمال» و «الشرق الأوسط» و «أميرال»، فيما تُعِدّ مصارف عراقية أخرى للمساهمة في البورصة». وأوضح العذاري أن «فكرة السوق دَرَسَها متخصصون ووُضعت تصورات وخبرات عن جدوى إنشائها، وهي ستعمل في إطار قانون هيئة الأوراق المالية العراقية». وأشار إلى أن السوق «ستكون محوراً للانتقال باقتصاد إقليم كردستان من الاقتصاد الريعي الذي يقوم على الوظائف العامة الممولة من اقتصاد النفط، الى اقتصاد منتج تساهم فيه الاستثمارات المحلية والأجنبية بقدر كبير في إنتاج المداخيل غير المستندة إلى المصادر التقليدية». واعتبر كثر أن السوق «تمثل الاختبار الاقتصادي المالي الأول أمام الإقليم المتمتع باستقرار أمني ونظام فيديرالي». وأكد وزير التجارة في إقليم كردستان محمد رؤوف، «حقَّ كل الشركات المسجلة في كردستان والعراق، والتي تنطبق عليها الشروط المطلوبة، في إدراج أسهمها في البورصة، إضافة إلى السماح لغير العراقيين بالتداول في البورصة بشروط». وكشف أن شركات كبيرة داخل الإقليم «ترتّب حالياً أوضاعها الداخلية تمهيداً لطرح أسهم في اكتتابات عامة ريثما تصبح الظروف مناسبة». ولفت إلى أن «شبكة الخليوي في كردستان «كورك تيليكوم» راغبة جدياً في التحول الى شركة مساهمة عامة». كما ذكر أسماء شركات أخرى «تقوم بالخطوة ذاتها، مثل «آسيا سيل» للاتصالات وشركة تأمين تعمل في مدينة السليمانية، وشركة الطاقة والإسمنت الحكومية». وكان القطاع الخاص في الإقليم، افتتح بورصة للعملات في منطقة عين كاوة في مدينة أربيل، تتولى تبادل العملات بتحديد أسعار الذهب والعملات، وإعلان قيمتها اليومية. وتشرف شركة العراق للعقارات والعملات فرع كردستان على إدارة هذه البورصة، التي ساهمت إلى حد بعيد في استقرار أسعار الصرف في الإقليم المعتمد الدولار الأميركي في التداول اليومي الى جانب الدينار العراقي.