اختتم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون زيارته الخاطفة إلى ليبيا أول من أمس، بلقاء قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في بنغازي، حيث حضّه على التزام وقف النار الذي أُعلن عنه في باريس الشهر الماضي، داعماً جهود الأممالمتحدة لإنهاء الصراع في ليبيا. وقال الناطق باسم الجيش خليفة العبيدي إن حفتر وجونسون ناقشا «تطور الوضع السياسي بليبيا» من دون أن يعطي تفاصيل إضافية. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن زيارة جونسون هي الأولى لوزير بريطاني إلى بنغازي منذ عام 2011. ونقل البيان عن جونسون قوله: «نناشد كل الأطراف في ليبيا دعم عمل الأممالمتحدة لتعديل الاتفاق السياسي الليبي» الذي تم التوصل إليه في الصخيرات في المغرب. ولا يلحظ هذا الاتفاق الموقع عام 2015 بين الأطراف الليبيين، دوراً لحفتر الذي اتهمه خصومه سابقاً بالرغبة في الاستيلاء على السلطة واقامة دكتاتورية عسكرية جديدة في ليبيا. واعتبر جونسون أن لحفتر «دوراً يلعبه في العملية السياسية». ورأى أنه «في نهاية المطاف يعود لليبيين أن يقرروا ما هي التسوية المقبولة». وأردف جونسون: «شجعت كل الأطراف على حل خلافاتهم بالحوار، وليس من خلال العنف، وعلى احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان». وذكر الوزير البريطاني أنه حضّ حفتر على دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة الجديد غسان سلامة لإيجاد تسوية سياسية في ليبيا من خلال مراجعة اتفاق الصخيرات الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج. وقال: «على المشير خليفة حفتر لعب دور في العملية السياسية. دعوته إلى التزام التعهدات التي قطعها خلال اجتماعات في باريس أخيراً واحترام وقف النار والعمل مع السيد سلامة في سبيل تعديل الاتفاق السياسي الليبي». ولا يزال حفتر الذي نشأ خلاف بينه وبين القذافي في الثمانينيات وعاش لمدة 20 سنة في الولاياتالمتحدة، شخصية مثيرة للجدل في ليبيا. وقامت قواته بتغيير رؤساء بلديات في مدن عدة شرق البلاد وتحدثت عن الاتجاه إلى «تحرير» طرابلس، بينما عبّر منتقدون عن الخشية من العودة إلى الحكم العسكري. وكان جونسون زار أول من أمس أيضاً، مدينة مصراتة الساحلية التي قادت المعارضة ضد حفتر. وقال: «دعوت كل الأطراف إلى حل خلافاتها من طريق الحوار لا الصراع واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان». وبعد الاجتماع بينه وبين السراج في باريس، هدد الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر بدخول مدينة درنة الشرقية وأحكم حصاره للمدينة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق القائد في القوات الخاصة في الجيش الوطني الليبي الرائد محمود الورفلي لاتهامه بإعدام عشرات السجناء في المراحل النهائية من حملة بنغازي. وكان السراج طلب خلال لقائه جونسون الأربعاء الماضي، دعم بريطانيا لرفع الحظر على الأسلحة الذي فرضته الاممالمتحدة على بلاده منذ عام 2011.