جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح دعوته احزاب المعارضة في تحالف «اللقاء المشترك» الى حوار وطني شامل من أجل اخراج البلد من أزماته الراهنة، لكن هذه الاحزاب ردت بدعوة ناشطيها الى «الالتحام» مع الشباب والناشطين الذين يدعون الى اسقاط النظام ورحيل الرئيس، في تطور ينذر بمزيد من التصعيد بين الطرفين. ودان بيان صادر عن إجتماع استثنائي للمجلس الأعلى لأحزاب «المشترك» مع اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني، بشدة «جرائم القتل وكافة أعمال القمع والإرهاب التي تعرض لها الشباب و الناشطون المدنيون من قبل السلطة وأجهزتها القمعية ومرتزقتها ومأجوريها من البلاطجة ضد الشباب الأحرار المنخرطين في هذه الفعاليات». وأكد المجتمعون أن «الجرائم الناتجة عن تلك الأعمال لا تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم الذي يمثل فيه القتلة ومن أمرهم أمام القضاء العادل». وحيا البيان «الفعاليات الشبابية والمدنية التي شهدتها كل من صنعاء وعدن وتعز وحضرموت والحديدة والبيضاء وإب ولحج وغيرها من المحافظات التي خرجت جهارا للتصدي للطغيان والاستبداد»، مشيداً بالسلوك الحضاري الذي انتهجه الشباب والناشطون المدنيون في هذه الفعاليات الاحتجاجية. ودعا «كافة المكونات الحزبية والمجتمعية المنخرطة في إطار اللجنة التحضيرية إلى الالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فعالياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد». وفي رد مباشر على دعوة الرئيس الى الحوار قال البيان «إن الضجيج المثار من قبل السلطة وأجهزتها الإعلامية عن الحوار مع المشترك وشركائه في اللجنة التحضيرية لا يعدو إن يكون مجرد تضليل الرأي العام المحلي والإقليمي ، مع أن الجميع يدرك أن المؤتمر هو من رفض ويرفض الحوار». وتابع: «أما اليوم وبعد أن سالت الدماء وسقط الضحايا وبعد أن أنزلت السلطة مأجوريها وبلاطجتها إلى الشوارع فإن السلطة تجدد كعادتها انقلابها على الحوار، ومن هنا فإننا نؤكد أنه لا حوار مع الرصاص والهراوات وأعمال البلطجة ولا حوار مع سلطة تحشد المرتزقة والمأجورين لاحتلال الساحات العامة ومداخل المدن وإرهاب الأهالي وتعكير السكينة العامة». وكان علي صالح قال امام الالآف من مؤيديه في لقاء جماهيري في صنعاء امس «لقد دعوناهم الى الحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات، ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، وعلى استعداد للتجاوب مع هذه الطلبات، وعلينا ان نلجأ جميعا بشجاعة ومسؤولية ونتحرك الى طاولة الحوار، فهو أفضل وسيلة وليس التخريب ولا قطع الطرقات ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لأبناء الشعب اليمني العظيم». واضاف الرئيس اليمني الذي يواجه منذ عشرة ايام تظاهرات في العاصمة والمدن الاخرى تطالب برحيله «من يريد أن يعبر عن رأيه فليأخذ الترخيص ويحدد المسار طبقا للقانون، وأفضل وأحسن وسيلة هي الحوار المسؤول وبشجاعة أدبية. تفضلوا إلى الحوار وأنا على استعداد لرعاية الحوار الوطني بصفتي رئيسا للدولة لا بصفتي رئيسا لحزب». واكد «مسؤولية الجميع في الحفاظ على اليمن وعلى كل المدن من الفوضى والعبث من قبل عناصر مدسوسة وغير مسؤولة تسعى الى التخريب وشق الصف الوطني»، نافياً ان تكون العناصر التي تعتدي على المتظاهرين تابعة لاجهزة السلطة، ومعرباً عن أمله في أن لا تتكرر أعمال العنف والإساءة الى الصحافيين». الى ذلك خرجت امس ولليوم التاسع على التوالي تظاهرات طلابية جديدة من جامعة صنعاء تطالب باسقاط النظام، وحاول نحو 50 من مؤيدي الحكومة تفريقها واطلق احدهم اعيرة نارية ولكن لم ترد انباء عن وقوع اصابات. وسريعا ما تفرق مؤيدو صالح بينما واصل المحتجون مسيرتهم مرددين «إرحل يا علي». وفي محافظة تعز (جنوب صنعاء) واصل الالاف اعتصامهم في ساحة التحرير مطالبين بإسقاط النظام. وكانت لجنة برلمانية زارت السبت ساحة الاعتصام في محاولة للتحاور معهم، لكن المعتصمين ردوا بأن مطلبنا واحد هو رحيل الرئيس صالح وأعوانه. وطالب الشبان المحتجون أعضاء اللجنة التي ضمت نواباً من الحزب الحاكم واحزاب المعارضة بتقديم استقالاتهم من البرلمان والنزول إلى الشارع لمشاركتهم اعتصامهم. وشهدت عدن مقتل متظاهر برصاص الشرطة أمس وسط انتشار كثيف لللآليات العسكرية المدرعة والدبابات في شوارع المدينة، في حين تظاهر المئات من أبناء محافظة إب (وسط البلاد) ورددوا شعارات مناوئى للنظام، وحملوا السلطة مسؤولية القتلى والجرحى الذين سقطوا في عدن وتعز وصنعاء. الى ذلك اعتقلت السلطات في عدن حسن باعوم، أحد قادة «الحراك الجنوبي» المنادي بالانفصال، بينما كان يعالج في مستشفى على حد قوله ابنه الاصغر فادي، ونقلته الى جهة غير معروفة.