استعاد حلفاء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة «تناغم» الخطاب في ما بينهم، بشكل وصفه رئيس الحكومة أحمد أويحيى أمس، ب «استعادة جو السكينة»، بينما رفض رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قائد صالح دعوات للانقلاب ضد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وتمكنت الحكومة من استعادة الهدوء، بعد نحو 3 أشهر من السجالات، حيث بات واضحاً أن أبرز ما دفع إلى إقالة رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، هو صناعة خصوم جدد لمنظومة حكم تعاني الضعف بسبب تهاوي أسعار النفط وغياب التوافق داخلياً. وصرح أويحيى أمس، في كلمته الافتتاحية خلال اجتماع الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين وأرباب العمل تحضيراً لاجتماع الثلاثية المقبل، أن «فرض احترام القانون لا يتم وسط البلبلة»، في إشارة إلى عهد تبون. وأكد أن «الجزائر دولة قانون وتملك كل الوسائل والأجهزة التي تحرص على احترام القانون من طرف الكل في ظل السكينة والهدوء، وليس في خلق البلبلة»، مضيفاً أن «رهان اليوم يكمن في خدمة فعالية الاقتصاد والحفاظ على استقلال الجزائر». وألقى كل من عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام لاتحاد العمال، وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، خطاباً داعماً لبوتفليقة في موقف «رد جميل» للرئاسة إثر إنهاء مهمات تبون وإلغاء كل خططه الحكومية التي استهدفت حداد بالدرجة الأولى وعدد كبير من رجال الأعمال المقربين منه. في سياق متصل، قال نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح إن « المؤسسة العسكرية لن تحيد عن القيام بمهماتها الدستورية مهما كانت الظروف والأحوال». ونقل مقربون من قايد صالح، أن خطابه شكّل رداً مباشراً على دعوات للجيش للتدخل من أجل إزاحة الرئيس. وكانت اشاعات سرت عن نية جنرالات تطبيق المادة 102 من الدستور، التي تتحدث عن العوارض الصحية التي تنهي حكم رئيس الدولة. وفي رد غير مباشر على إشاعات تتعلق بالجيش ومطالبات صدرت عن شخصيات سياسية له بالتدخل، أشاد رئيس الأركان أثناء زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الخامسة في قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة)، برسالة رئيس الجمهورية الأخيرة التي أكد من خلالها على أنه «يمكن الشعب الجزائري أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها، والحفاظ على سلامة التراب الوطني». وأضاف أن «الجيش سيظل جمهورياً مهمته الدفاع عن سيادة الجزائر». في سياق آخر، أعلن رئيس جهاز الحرس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الليبية التي يرأسها فائز السراج، نجمي الناكوع، التوصل إلى اتفاق مع السلطات الجزائرية لتنفيذ برنامج تدريبي لرفع كفاءة الحرس الرئاسي الليبي. وأضاف الناكوع، المتواجد في الجزائر، أن الاتفاق المبدئي يقضي بقيام قوات الدرك الجزائري (تتبع وزارة الدفاع) بإعداد برامج تدريب لعناصر الحرس الرئاسي في ليبيا، مؤكداً أنه سيتم عقد لقاءات خلال الأيام المقبلة لتوقيع اتفاقية تفصيلية في هذا الشأن.