سان بطرسبورغ (روسيا) - أ ف ب - المبنى الاحمر ذو العامودين الكبيرين الذي بني مطلع القرن التاسع عشر على جادة نيفسكي، استضاف كبار الكتاب الروس، لكن هدم مقر «ليتيراتورني دوما» (بيت الادب)، اعتبر رمزاً للتهديدات التي تتربص بالتراث العمراني لسان بطرسبورغ. يقول بيوتر انطونوف الذي يقيم في مبنى مجاور لهذا الصرح التاريخي الذي بدأ هدمه نهاية كانون الثاني (يناير) إن «بيت الادب» «هدم على رغم احتجاجاتنا والعرائض التي وجهناها الى الادارة. هم لا يأبهون لرأينا ولا يأبهون للمدينة». وكانت عريضة تضم 500 توقيع من بينها توقيع السينمائي الروسي الكسندر سوكوروف وزعها في كانون الثاني مدافعون عن فن العمارة في عاصمة قياصرة روسيا السابقة سعياً الى الإبقاء ولو على جزء من الواجهة التاريخية لهذا المبنى. شيّد المبنى عام 1830 وقد سكن فيه الشاعر فيدور تشيوتشيف والكاتب ايفان تورغينيف والناقد فيساريون بيلينسكي، كما استضاف بين جدرانه الشاعر نيكولاي نيكراسوف والكاتب ايفان غونتشاروف وكباراً في الساحة الادبية بمن فيهم فيدور دوستويفسكي. لم يوفره القصف الالماني خلال الحرب العالمية الثانية، الا انه صمد، وقد شكل في الحقبة السوفياتية مقراً لادارة الحي ومن ثم فرعاً لمصلحة الضريبة الروسية. سيتحول «بيت الادب» بحلول كانون الاول (ديسمبر) 2012 الى فندق في ختام عملية يرى فيها السكان والمدافعون عن التراث العمراني للمدينة مثالاً كبيراً على التهديدات التي تتربص بالتراث التاريخي لسان بطرسبورغ. تقول انطونيا اليسيفا وهي مترجمة في الثانية والثلاثين شاركت في تظاهرات احتجاج عدة: «في البداية وعدت الشركة المكلفة اعادة البناء عدم المساس بالواجهة التاريخية، الا انهم قرروا هدمها في نهاية المطاف». ويقول الكسندر بيلياييف مدير شركة «اوتوكومبالت» المكلفة المشروع «ان القرار اتخذ لأن اساسات المبنى كانت سيئة». ويؤكد: «اتخذنا قرار تفكيك المبنى كلياً وإعادة بنائه مع الإبقاء على الجانب التاريخي لواجهته مع بعض التغيرات الطفيفة». هذه العملية يدينها المدافعون عن عمارة المدينة الذين يعطون مثالاً على ذلك مركزاً تجارياً بني اخيراً على جادة نيفسكي مع واجهات تقلد الهندسة الكلاسيكية وتعلوها سقيفة ضخمة تشوه منظر الجادة الرئيسة في المدينة. وتفيد المنظمة غير الحكومية «مدينة حية» ان اكثر من مئة مبنى تاريخي هدمت في سان بطرسبرغ. وتؤكد انطونينا اليسيفا: «يجب التحرك، يجب الاحتجاج الذي قد يغير الوضع. أنا على ثقة من ذلك». وكانت منظمة يونيسكو التي تدرج سان بطرسبورغ على قائمة التراث العالمي للبشرية انتقدت مشروع الهدم، مهددة بوضع المدينة على قائمة التراث المهدد وهي المرحلة الاولى قبل سحبها من اللائحة العريقة.