«الأصولي المتردد» رواية للكاتب الباكستاني محسن حامد، صدرت ترجمتها العربية عن «شركة المطبوعات» (بيروت). الرواية معاصرة بأحداثها وأدواتها، بطلها شاب باكستاني طموح يتحدر من أسرة مرموقة، يقرر الهجرة الى الولاياتالمتحدة، ملاذ الحالمين بعالم أرقى. يحقق النجاح هناك، ويبدو لافتاً على الصعيد المهني والاجتماعي، ويدخل في علاقة حب مع شابة أميركية تدعى إيريك. تقع أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وتنقلب الأمور رأساً على عقب... وكأن الطائرتين فجرتا مصيره المهني والعاطفي وهما تفجِّران البُرجين في نيويورك. انها لعنة 11 أيلول حلت عليه، شأنه شأن الكثيرين من العرب الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بما جرى وما تلاه. رواية تصوّر بواقعية جميلة وقاسية في أن التحول الدراماتيكي الذي طرأ على الصراع بين الغرب والشرق، ممثلاً بما واجه بطل الرواية، الذي اغتالوا طموحه وطاردوا حتى أحلامه في مهدها. أما محسن حامد، فكاتب باكستاني ولد عام 1971 في لاهور. كتب روايتيه الأوليين وهو لا يزال طالباً في جامعتي برنستون وهارفارد للقانون. ثم عمل مستشاراً إدارياً في نيويورك ولندن. فازت روايته الأولى بجوائز عدّة وصُوّرت فيلماً سينمائياً. أما الثانية «الأصولي المتردد»، ففازت بعديد الجوائز، ورُشحت لجائزة بوكر للرواية، وسجلت مبيعات عالية وأصبحت ضمن الروايات الأكثر مبيعاً في العالم. يكتب حامد الآن مقالات متنوعة في صحف مثل: «داون» و «غارديان» و «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «فاينانشال تايمز». وفي مستهل الرواية: «عذراً سيّدي ولكن هل يمكنني مساعدتك؟ حسناً، يبدو انني أخفتك. لا تجزع من لحيتي: فأنا من محبّي أميركا. لاحظت أنك تبحث عن أمر ما، انك لا تبحث فحسب، انما وتبدو في الواقع في مهمة ما، وبما انني مواطن في هذه المدينة وأتكلم لغتك في الوقت نفسه، فكرت بأن أعرض عليك خدماتي. كيف علمت انك أميركي؟ لا، ليس من لون بشرتك، ففي بلدنا تنوّع في الألوان، ولون بشرتك سائد جداً في حدودنا الشمالية الغربية، ثم ان لباسك لم يفضحك أيضاً، فمن السهل جداً لأي سائح أوروبي أن يبتاع لنفسه بزَّة لها فتحة واحدة وقميصاً بقبّة وأزرار. صحيح قد يكون شعرك بقصّته القصيرة وصدرك الواسع الصلب الذي يبدو كرجل يرفع الأثقال في انتظام ليصل الى أكثر من خمس وعشرين مرة - من ميزات نوع معيّن من الأميركيين، ولكن بالنظر مجدداً، بذلك يتشابه جميع الرياضيين والجنود من الجنسيات كافة. ولكن بدلاً من ذلك كله، استطعت معرفتك من سلوكك، ولا أقصد الإهانة، لأنني أرى قساوة في معالم وجهك، على أنها ليست سوى مجرد ملاحظة». الرواية من ترجمة شركة آلاء ومراجعة حبيب يونس.