الأموال التي عُرضت على الطرفين ضبطت أي تردد أو تبصّر في اتخاذ قرار الموافقة على خوض نزال بالقبضات «فريد» السبت المقبل. الملاكم الأميركي فلويد مايويذر ونجم الفنون القتالية المختلطة (أم أم أي) الإرلندي كونور ماكريغور سيتباريان في «تي موبايل أرينا» في لاس فيغاس، مقابل مبلغ 100 مليون دولار مضمون لكل منهما، وتوقّع حصد المنظمين عائدات تقدّر ببليون دولار نصفها من اشتراكات البث التلفزيوني المدفوع، إذ سيتابع اللقاء أكثر من 50 مليون نسمة في الولاياتالمتحدة وحدها، والتي كانت درّت 600 مليون دولار من مباراة مايويذر والفيليبيني ماني باكياو التي أجريت في أيار (مايو) 2015. ولفت ستيفن سبينوزا نائب رئيس شبكة «شوتايم سبورتس» إلى أن اللقاء في فئة وزن فوق المتوسط (69,9 كلغ) الذي سينظّم من 12 جولة تحت إشراف لجنة الملاكمة في نيفادا، يحظى باهتمام استثنائي إذ يشكل سابقة على صعيد المباريات كونه يجمع لعبتين معاً، علماً أن ماكريغور يملك 29 مليون متابع على شبكات التواصل، ومايويذر 36 مليوناً. وكانت مكاتب مراهنات توقعت فوز الملاكم الأميركي الذي لم يخسر في 49 مباراة، بنسبة 8 إلى 1، لكن خبراء يعتبرون أن الإرلندي «فنان في طرح الخصوم بالضربة الفنية القاضية من اللمسة الأولى»، علماً أنه سيخوض أول مباراة له على هذا الصعيد. لكن مايويذر الملقب ب»ماني» (40 سنة) لم ينازل منذ أيلول (سبتمبر) 2015 حين فاز بالنقاط على مواطنه أندريه أوبرتو. وضمّن العقد بنداً ينص على أنه سيلجأ إلى القضاء إذا استخدم منافسه أياً من الضربات المسموحة في الفنون القتالية المختلطة مثل الرفس أو الضرب بالمرفق. وتؤكّد دانا وايت رئيسة «يو أف سي» الجهة الرئيسية التي تدير مباريات الفنون القتالية المختلطة، والتي يرتبط ماكريغور معها بعقد، أن نزال يوم السبت سيكون أكثر تأثيراً من نزال مايويذر– باكياو، لا سيما أن ماكريغور هو أول رياضي يحمل لقبين لفئتين مختلفتين في الوقت عينه. عموماً، يبدو الحدث بعيداً من المفهوم العام للمنافسة الرياضية أو بالأحرى هو استعراض مغلّف بلمسة رياضية، سيوفّر ثروات قد لا تعني الكثير للمخضرم الأميركي، لكن 100 مليون دولار رقم فلكي لماكريغور الذي كان راتبه الأسبوعي نحو 200 دولار قبل أن يدخل عالم الفنون القتالية المختلطة عام 2013، ويشق طريقه بسرعة إلى الأضواء، ويحصد 34 مليون دولار من المباريات والعقود والإعلانات في العام الماضي. وحفلت الاستعدادات للمباراة وقبلها مراحل التفاوض والتمهيد لتوقيع العقد، بجولات من التجاذب الكلامي والاستفزاز المسعّر الحدث، فاعتبر مايويذر أن ماكريغور نكرة وبالتالي «من غير اللائق المقارنة بين الفيل والنملة»، مشيراً إلى فظاظته وعنصريته وغروره. وجاء رد الإرلندي مباشراً بقوله: «لا تتحدّث عن العنصرية مجدداً وتعتبرها سبب نجاحي، يمكننا تنظيم نزال إذا أردت». وزاد: «أنت من تحتاجني لهذه المباراة». وكانت تقارير صحافية أفادت أخيراً بأن ماكريغور هو الفائز في المباراة لأنه سيشارك في «نزال ضخم ضد واحد من أفضل الملاكمين السابقين، ما سيمنحه شهرة كبيرة ويحفّز شركات الرعاية بقوة للتعاقد معه، فضلاً عن حصوله على 100 مليون دولار من مباراة واحدة، ما سيساعده في تغيير مجرى حياته، ويجعله يسيطر على الساحة سنوات عدة». غير أن متابعين يؤكّدون أن «مباراة الملاكمة الحقيقية الأهم» هذه السنة ستجمع المكسيكي كانيلو ألفاريز والكازاخستاني غينادي غولفوكين في 16 أيلول المقبل، ولو أنها لن تقارب مباراة السبت من حيث الأضواء والاستعراض.