لا تزال إشكالات الساحة الشعبية تزداد يوماً بعد يوم، حتى ظهرت على السطح، إذ يدور الحديث في الوقت الحالي عن تجدد ظاهرة شراء وبيع القصائد، والظهور بها من آخرين في المناسبات الرسمية. وفي كل مرة يظهر شاعر ذو مكانة اجتماعية بقصيدة شعرية، يكسر أبياتها، ويخطئ في مصطلحاتها، ما يؤكد أنه دفع مبلغاً مالياً لشاعر حقيقي، ليذيلها باسمه، بيد أن متذوقي الشعر يعرفون ذلك، حتى لو تحصل على صك شرعي بثبوتية القصيدة له. يقول الشاعر مانع بن شلحاط ل«الحياة»: «بيع الشعر حق مشروع للشاعر، كونه مصدر رزق له، مثلاً بإمكان أي شخص تفصيل ثوب له، ومن ثم يهديه لآخر، وهذا الحال بالنسبة للشعر»، لافتاً إلى أن التسول في الشعر، يكمن في مدح شخصية ما بقصد التكسب منها. ويضيف: «لم أبع أية قصيدة في حياتي، لكن سبق أن منحت قصائد لشخص ليس بشاعر، يسعى من خلالها التودد لزوجته، إذ اعتبره عملاً إنسانياً»، مؤكداً أنه على استعداد تام لبيع قصائده متى ما طلب منه «بل سأفتح حراجاً خاصاً بي لبيع وشراء القصائد». ويعتبر الشاعر عبد العزيز الفراج أن بيع الشعر بمثابة تسول الأغنياء عند الفقراء، لافتاً إلى أن الإنسان يتسول الشيء الذي لا يملكه. ويضيف: «ليس لدي مانع في بيع قصائدي بأسعار منافسة لسوق الشعر طالما أن هناك أشخاصاً لا يستحون من أنفسهم، وآخرون سذج، لكنني ألقي اللوم على الذين يشترون القصائد». ويؤكد الشاعر عواد الطوالة أن ظاهرة بيع الشعر «غريبة وفي الوقت نفسه عيب، وتعد خدشاً للشعر، والشعراء الحقيقيين»، لافتاً إلى أن الشاري والبائع أشبه بالراشي، والمرتشي. ويذكر أن المشتري غير قادر على الكذب على نفسه، والإنسان عندما يخسر نفسه حتماً سيخسر كل شي، حتى لو صفقوا له جماهير الشعر، مشيراً إلى أن الشاعر «البائع» لديه أبواب رزق كثيرة، ولن يموت من الجوع.