لا أحد ينكر الدور الحيوي والجهود الدؤوبة المتواصلة، التي تضطلع بها وزارة الصحة، لخدمة المراجعين في جميع ربوع البلاد المترامية الأطراف. وعلى رغم انتشار المراكز الصحية الأهلية والمستشفيات الخاصة، والذي يشير إلى عدم ثقة الناس بالمستشفيات الحكومية، إلا أن المسؤولين في الوزارة يبذلون الجهود لتطوير الخدمات الصحية، وهذا ملاحظ، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، وبالذات في تجهيز المرافق وتوفير الأدوية التي تصرف للمرضى، مع ضمان استمرار جودة الكادر الطبي والكادر التمريضي في المستشفيات. إلا أن هناك بعض الملاحظات، لا سيما ما يتعلق بتوفير الأدوية، فبعض الأمراض ومع الأسف الشديد لا تتوافر الأدوية اللازمة لعلاجها أو لمكافحتها، وأخص بالذكر مرض «الغدة الدرقية»، إذ لا يوجد لها دواء في مستشفيات منطقة مكةالمكرمة، وتحديداً في جدة. هنا أتحدث عن دواء إندرال Inderal، إذ تسبب عدم وجوده في الصيدليات في إحراج ضحايا هذا المرض وتعرضهم لمشكلات عدة، وأجبرهم على الاستعانة بآخرين من أصدقائهم أو أقاربهم في الدول الأخرى، ومن لم يكن له أصدقاء في الدول الأخرى، فيعرض نفسه للاحتيال عند لجوئه إلى أشخاص لا يعرفهم، خصوصاً أنه لا بد من تحويل المبلغ أولاً، ولا توجد ضمانات لإرسال الدواء. حقيقة أستغرب عدم اهتمام وزارة الصحة بهذا العلاج، الذي يحتاج إليه شريحة لا يستهان بها من المرضى. وإن كنت أتحدث عن دواء بعينه، إلا أنني أخشى أن تكون هناك أدوية أخرى ينطبق عليها الوضع عينه، وهذا غير مقبول في دولة تعد في مصاف أغنى الدول، سواء من ناحية الدخل أو التأثير الاقتصادي، خصوصاً على مستوى الشرق الأوسط. إن المأمول والمنتظر من المسؤولين في وزارة الصحة العمل سريعاً على توفير هذا الدواء وغيره من الأدوية التي يحتاجها المرضى، فليس كل الناس قادرين على مصاريف المستشفيات الخاصة، التي ترتفع أسعارها وأسعار أدويتها بين يوم وآخر.