في يوم وليلة تحركت مشاعر رئيس أقوى دولة في العالم، باراك حسين أوباما، وانحاز إلى جانب الشعب المصري وثورته التي قادها شباب 25 يناير. تحركت مشاعره النبيلة الجياشة وقدم دعماً غير مسبوق في تأييد شباب مصر ومطالبهم بتغيير النظام ونيل الحرية وتطبيق الديموقراطية والإصلاحات وغيرها من شعارات أميركا الزائفة. وألقى أوباما خطاباً فور إعلان عمرو سليمان عن تخلي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، قال فيه: «سمعنا المصريين للمرة الأولى يقولون إننا مهمون وصوتنا مهم، وشاهدنا متظاهرين مسالمين وعسكريين لا يطلقون النار على شعبهم، وشاهدنا متطوعين وأطباء، وأناساً يغنون ويحتفلون، مسلمين ومسيحيين، وهذا دليل على وحدة الشعب». وأضاف: «شاهدنا جيلاً جديداً موهوباً ومبدعاً ويطالب بحكومة ممثلة لآماله». ويقول أوباما: «إنني على يقين بأن روح الإبداع والمغامرة التي تحلى بها شباب مصر في الأيام الأخيرة ستمهد الطريق لخلق فرص جديدة وتوفير فرص عمل ومناخ للاستثمار من أجل تحقيق أحلام هذا الجيل الصاعد، وأعلم أيضاً ان مصر الديموقراطية قادرة على تعظيم دورها الريادي ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم. أقول لأوباما، لقد فتحت عينيك أخيراً ورأيت شباب أحد الشعوب العربية، ألم تر عينيك الشعب الفلسطيني بشبابه وأطفاله ونسائه؟ ألم تر انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني طوال سنوات طويلة مطالباً بحقه بإقامة دولته وبالحرية والاستقلال والديموقراطية وغيرها من شعاراتكم التي تتغنون بها وقتما تشاؤون ولمصالحكم فقط؟ ألم تر الشعب الفلسطيني ورأيت الشعب المصري ولم تر شباب فلسطين؟ 18 يوماً كانت كافية لإيقاظ أوباما وغيره من أنغيلا ميركل الى نيكولا ساركوزى الى الغرب كله من سباته العميق ليخرجوا الى العالم مؤيدين للحريات والديموقراطيات وللإصلاح، أما الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره منذ 1948 فيناضل ويقود انتفاضة تلو الأخرى على مرأى من العالم لا يستيقظ ولم يحس بالشعب الفلسطيني وكأنه في الأصل غير موجود، بمعنى أن العالم يرى وقتما يريد فقط ولمصالحه وبل لكذبه خصوصاً على الشعوب العربية. إن الهدف الأساس لشعوب العالم العربي والإسلامي هو تحريرها من الاحتلال بكل أشكاله وتفكيك مخططاته وتدميرها، والرئيس اوباما في الوقت الذي سمع صوت الشباب في مصر لم يعد يسمع هتاف شباب تونس ولا فلسطين ولا أي دولة لأنه ما زال في الجعبة الكثير لتفكيك أوطان العالم العربي بعد العراق وأفغانستان وانفصال جنوب السودان عن شماله، والهدف واضح من خطابه، فما يهمه في المحصلة هو مسألة واحدة: الحفاظ على اتفاقيات كامب ديفيد وأخواتها مع اسرائيل وأن تنتشر الديموقراطية بمفهوم أميركا وبما يكفل الحفاظ على أمن إسرائيل. أيها الرئيس الأميركي، هل لك أن تنظر إلى الشعب الفلسطيني بشبابه ونسائه وأطفاله، وهل تحس وتفهم شعباً يرزح تحت احتلال منذ سنوات؟ فأين شعاراتكم النبيلة؟ هنا في الضفة الغربية والقدس الشريف وقطاع غزة وعرب داخل فلسطين التاريخية أكثر من خمسة ملايين نسمة... أما في الخارج، فالمشردون في أنحاء العالم يزيدون عن 7 ملايين فلسطيني... أليس كافياً هذا العدد ليرى ويفهم ويحس أوباما وغيره؟