ترددت عدد من السعوديات اللاتي يبعن عبر «البسطات» قرب أسواق شعبية في مدينة الرياض في الحديث عن معاناتهن، إذ اعتبرن أن الكلام لا يجدي نفعاً، لكثرة ما طالبن، وأنهن يصبرن على كل المصاعب والمضايقات حرصاً على البحث عن لقمة العيش بدلاً من سؤال الناس فمعطيهن ومانعهن، في حين ذهب بعضهن إلى أن وجودهن أمام الأسواق يعد متنفساً يهربن من خلاله من همومهن. وفي دليل على عدم اهتمام البائعات بالتعبير عن أوضاعهن، قالت إحداهن: «أرجعوا لي بعد ساعة ونصف حتى انتهي من ترتيب أغراضي»، وبعد مرور ذلك الوقت تعذرت بحجة أنها لم تنته، وأخرى مسنة بدأت بعرض منتجاتها لأنها لم تستوعب ما يقال لها، واتضح أنها لا تجيد اللغة العربية، وثالثة تساءلت «ماذا سأستفيد حين أتحدث عن تجربتي، جاءنا الكثير من الصحافيين، ولم نجد أي اهتمام من الجهات المسؤولة لتخصيص أماكن تشعرنا بالخصوصية وتحمي حقوقنا، خصوصاً أن أماكننا تضم الملابس الشعبية والعطور والاكسسوارات والحلويات التي من صنع أيدينا». وقالت أم محمد (40 عاماً) : «بعد زوال الشمس وانتهاء المصلين من صلاة العصر نبدأ بفتح الأقمشة والشراشف لترتيب وعرض ما معنا لجذب المارة، غير مكترثين بنشاط السوق أو ركوده، ومن يقوم بمساعدتنا هم من الخادمات أو السائقين أو بعض الأطفال»، لافتة إلى أن غالبية البائعات يعرفن بعضهن، واعتدن على حراسة بسطات بعضهن، وكثير منهن اتخذن من البسطات متنفساً للهروب من المشكلات والهموم. وذكرت أم خالد التي كانت ترتب بضائعها بمساعدة سائقها بعد إجازة مرضية انقطعت لمدة شهرين، أنها لا تواجه الكثير من المشترين، بسبب ركود السوق وعدم التجديد في البضائع، وأنها لم تواجه أي نوع من السرقة على رغم أن البسطة مكشوفة، ولا يراقبها أحد إذا لم تكن موجودة، وقالت: «ما فائدة الحديث عن المعاناة من دون أن نجد من يسمع معاناتنا، فالعمالة الوافدة النسائية من إندونيسيا أو نيجيريا أصبحت تنافسنا في مكاننا نفسه».