تبنّت جامعة كندية تطبيق رؤية طبيب سعودي بوضع مقررات إدارية إلزامية للأطباء الذين يدرسون في كلية الطب التابعة لها، عقب نجاح استشاري علاج المخ والأعصاب المبتعث الدكتور أحمد العمري في رسم رؤية حديثة للإدارة الصحية بعد إجرائه دراسات عدة في هذا المجال أشاد بها الأساتذة المشرفون عليه، ما دفعهم إلى تزكيته لدى إدارة الجامعة لتبني رؤيته في الإدارة الطبية. العمري نفّذ دراسة عن «معاملة المريض كعميل» وأخرى عن «تأثير كيفية دفع رواتب الأطباء على عملهم وعلى رضا المريض»، وأنهى دراستين أولاهما عنيت بدراسة جدوى اقتصادية عن «المستشفى الإنترنتي»، والأخرى كانت عن «استخدام التكنولوجيا في المستشفيات». ويعتقد أحمد العمري أن سبب معظم مشكلات القطاعات الصحية في العالم هو تولي الأطباء غير المؤهلين إدارياً سدة المسؤولية، إذ قال: «طبيب ناجح، لا يعني بالضرورة إدارياً فذاً، وأفضل من يدير القطاع الطبي هو طبيب مؤهل إدارياً وهذا ما توفره بعض كليات الطب في العالم من جمع بين بكالوريوس الطب وماجستير إدارة الأعمال وهو جمع اختياري»، لافتاً إلى أنه يعمل حالياً مع فريق بحثي على وضع المقررات الإدارية الإلزامية لطلبة كلية الطب. ويرد الدكتور العمري على من يقول إن مكان الطبيب عيادته فقط، بأنه ليست بالضرورة أن تكون المهمة الإدارية هي إدارة مستشفى من خلال منصب المدير أو مساعده، وهذا تضييق كبير لمفهوم الإدارة، مشيراً إلى أن كل طبيب في مرحلة ما من حياته العملية يمارس مهمات إدارية متنوعة قد لا تكون محكومة بمنصب ومسمى أحياناً، مثل إدارته للفريق الطبي أو إدارته لعيادته أو تعامله مع مرضاه أو حتى كيفية تقسيم وقته بين التدريس والتعلم والبحث، إضافة إلى توليه مناصب إدارية محكومة بمسؤوليات مناطة به. وحصل العمري حتى الآن على عضوية ال PMP وهي أعلى هيئة معيارية في العالم لإدارة المشاريع، كما اعترفت بالسنوات العملية التي أمضاها في إدارة المنظمات الطلابية السعودية ما بين مدينتي لندن أونتاريو وسانت جون الكنديتين كساعات عمل مديري مشاريع محترفين، إضافة إلى الساعات التي عمل فيها رئيساً لعدد من الفرق الطبية، ونال عضوية منظمة إدارة المشاريع الخاصة في القطاع الصحي. وبدأت رحلة الطبيب السعودي أحمد العمري مع العمل الطبي من مستشفى التخصصي في جدة عام 2000 في قسم المخ والأعصاب عقب تخرّجه من كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، وذلك مع بدء تشغيل المستشفى قبل أن يفتتح رسمياً، وكان أول طبيب مقيم في المستشفى، ووصل إلى كندا في آب (أغسطس) 2001، وتحديداً إلى مدينة لندن أونتاريو، وبدأ البرنامج التدريبي مباشرة، وبعد عام تم تعيينه رئيساً للأطباء المقيمين لتميّزه الأكاديمي وكان في السنة الثانية من التدريب، وتمكّن من إنهاء البرنامج عام 2006 ليحصل على البورد الكندي في المخ والأعصاب. ودرس الطبيب السعودي في كلية إدارة الأعمال في جامعة ويسترن أونتاريو في منتصف 2008، في الوقت نفسه أكمل دراسة التخصص الطبي الدقيق، لكن متطلبات الماجستير في هذه الكلية كانت كبيرة لدرجة أنها أخذت 80 في المئة من وقته، وعلى رغم موافقة الطبيب المشرف على تخصصه الدقيق على الجمع بين الدراستين في السابق، إلا أنه أبدى قلقه حيال تراجع وجوده في المستشفى، وخيّره بين الاستمرار طبيباً أو دارساً للماجستير. ويعمل العمري حالياً على الانتهاء من دراسة الماجستير بإجراء دراسة عن القطاع الصحي في السعودية وكندا ومقارنتهما، ومن ثم الحلول العملية والتركيز على الرعاية الطبية المنزلية، وحصل على الموافقة الأكاديمية لبدء هذه الدراسة.