لم تترك مكاناً في جدة إلا استوطنته، فتجدها تقرض هنا وتركض هناك لتفزع السكان وتطرد المتنزهين!. تلك هي قطعان الجرذان التي غزت عروس البحر الأحمر، حيث استفحل أذاها وقوة شوكتها بينما فشلت محاولات عدة طوال سنوات كُثُر في الحد من شرورها أو القضاء عليها. ويبدو أن السيول والأمطار لم تعد مصدر الهلع الوحيد في جدة، إذ يرزح سكانها تحت وطأة فئران بلجيكية ضخمة لم تكتف بأكل الأخضر واليابس ونقل الأمراض والأوبئة فقط، بل باتت تهدد بهدم «الكورنيش»!. ولمّا فشلت الغربان الهندية التي استقطبتها أمانة محافظة جدة بهدف القضاء على الفئران البلجيكية، لم يتبق أمام المختصين سوى التحذير من تبعات مشكلتين بيئيتين تهددان المغلوبين على أمرهم من سكان المدينة الساحلية، التي أضحت على مشارف مشكلة جديدة قد تتسبب فيها مئات الآلاف من الوطاويط التي تعسكر حالياً في عسفان (شمال جدة). وفيما ألِف الأهالي منظر الفئران، تململوا من فشل محاولات القضاء عليها كافة. بل إن أصواتاً تعالت مؤكدة: «هي فئران قادمة من البحر، ولن نجد فكاكاً منها»!