طغى اللون الأبيض أول من أمس، على قاعة احتفال أعدها والدا فاطمة أنور، التي احتفلت قبل شهرين وفي القاعة ذاتها، بعيد ميلادها التاسع. ودُعي إلى الاحتفال الأخير نساء من الأهل والأصدقاء والجيران، برفقة بناتهن. ووصلت المدعوات مبكراً، مرتديات أزياء بيضاء، وفي أيديهن هدايا وحلويات، «ليس احتفالاً في عيد ميلاد الطفلة، أو حفلة زفاف مبكرة لها، بل «لتتويجها بالحجاب»، بحسب قول أمها، حين كانت ترد على استفسارات بعض المدعوات. وظهرت احتفالات الحجاب، خلال السنوات الخمس الماضية، لكنها سرعان ما شهدت تزايداً متسارعاً، مثيرة حولها آراء مؤيدين ورافضين لها. ويرى القسم الثاني أنها «من البدع، وإن كان هدفها حسناً، لأنها تحمل بهرجة وإسرافاً كبيرين»، فيما يرى المؤيدون أنها «فعل حسن، يشجع الفتاة المُحتفى بها على ارتداء الحجاب، ويؤثر في الآخرين». وتبدأ مراسم احتفال الحجاب بإعداد بطاقات الدعوة، بحيث تحمل «طابعاً إسلامياً»، وتتصدرها آيات قرآنية وأحاديث نبوية، تدعو إلى ارتداء الحجاب، مُزينة بزخارف وصور إسلامية. تقول أم فاطمة: «كتبنا في بطاقة الدعوة «إيماناً منا بأهمية الستر والعفاف، وفرحتنا الغامرة ببلوغ ابنتنا فاطمة سن التكليف الشرعي، بارتداء الحجاب، ندعوكن إلى مشاركتنا هذه المناسبة السعيدة». وذُيلت الدعوة بملاحظة تشترط ارتداء المدعوات اللون البيض، وفسرت أم فاطمة ذلك «فكرنا في أن تكون الليلة بيضاء، فهذا اللون يدل على النقاء والصفاء والإيمان. كما تعمدنا أن تكون هذه الليلة مميزة». وبعد اجتماع المدعوات، يبدأ الاحتفال بقراءة آيات من القرآن الكريم، لتدخل الفتاة وهي بكامل أناقتها، بصحبة والدتها، التي أعدت لها صندوقاً، يحوي الحجاب، فتقوم البنت بدورها بارتدائه، وسط الزغاريد، فيما تتطاير أوراق الريحان ورشات ماء الورد على رؤوس المدعوات. ثم تسلم الأم ابنتها مصحفاً وسجادة صلاة، قبل أن تجلسها على كرسي بمحاذاتها، لتقوم المدعوات بتقديم التهاني والدعاء لها ب «الستر والعفاف»، وتسلم الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. وتقول أم فاطمة: «ظهرت فكرة هذا الاحتفال، لتأصيل الحجاب في نفوس الصغيرات، بطريقة تجعله مُحبباً، وليس بإرغامهن عليه، من خلال تعريفهن بأهميته من خلال الكلمات والتوجيهات، في ليلة تغلب عليها السعادة». وما ان تستلم الفتاة المُحتفى بها هدايا الحاضرات، حتى يعج المكان بالأناشيد، والتصفيق. وبعد انتهاء مراسم الاحتفال، وتناول الضيوف وجبة الضيافة، تُعلن الفتاة أمام الحاضرات بأنها أصبحت واعتباراً من هذه الليلة «مُحجبة»، ولا يمكن أن تنزعه أبداً، وسط التهليل والتكبير والزغاريد، لتبدأ بهذا حياة جديدة. وتعبر أم فاطمة عن شعورها «تكون الأم أكثر الموجودات سعادة، لأنها تشعر وكأنها تزف ابنتها إلى عش الزوجية». وعن كلفة الاحتفال، تذكر أنها «لم تتجاوز ألفي ريال، فيما تظهر البهرجة في احتفالات مماثلة حضرتها، وتتعدى الكلفة سبعة آلاف ريال، إذ تُحجز قاعات فاخرة، وتوزع هدايا منوعة على المدعوات، وغيرها من الأمور التي تشوه جمال هذا الاحتفال، الذي عنوانه الرئيس الحجاب».