بعد تجربة سينمائية مدعومة من الحكومة متمثلة في فيلم «ألبوم» كأول فيلم سينمائي عماني وهو حصل على الكثير من الجوائز والانتقادات، دخلت شركات خاصة دائرة الإنتاج السينمائي بعد طول تردد، وهكذا خلال بضعة أيام أعلنت مؤسسة هيكل لصاحبها الفنان جمعة هيكل عن نيتها إنتاج فيلم سينمائي بعنوان «الصورة نيجاتيف» فيما قدم الفنان سالم بهوان عرضاً خاصاً لفيلمه «البحث عن مجهول». وحرص بهوان على تقديم إنتاجه الأول «البحث عن مجهول» وسط حضور رسمي وفني في مدينة صلالة (ألف كيلومتر عن مسقط) باعتبارها الموقع الذي شهد تصوير الفيلم، ودخل بهوان بقوة في هذا العمل معلناً عن روح تحد كبيرة فهو مؤلف الفيلم ومخرجه وبطله وتم إنتاجه عبر شركة صور للإنتاج الفني ومركز القدس للإنتاج الفني، وشاركه في التمثيل مجموعة من الممثلين القدامى والجدد بينهم عبدالله مرعي وصلاح عبيد وسليم العمري ومثلى الإسماعيلية ولينا سلطان. يقول سالم بهوان الذي دخل تجربته الإخراجية (والإنتاجية) الأولى إن «البحث عن مستحيل» ضم مجموعة من نجوم الدراما في عمان، مستعرضاً ما توفر للتصوير من «تقنية عالمية في صناعة الأفلام من حيث صناعة الخدع السينمائية، والتصوير بكاميرات ذات الجودة العالية»، وقد تم تصوير الفيلم بكامله في محافظة ظفار في أكثر من 45 موقع تصوير بينها المدينة الأكبر في المحافظة صلالة». مشيراً إلى أن الإعداد والتصوير للعمل استمر ما يقارب ثلاثة أشهر. وخرج الفيلم عن هوية المكان ما نال انتقاداً من البعض الذي رآه أنه «فيلم تلفزيوني تدور أحداثه بتقنيات سينمائية على النهج البوليسي»، حاملاً ثيمة عالمية تعالج القضايا بصورة فانتازية اعتمدت على الغموض في بعض الأحيان. وسعى بهوان لكسر حاجز الرقابة المحلية مستعرضاً قضية المخدرات بما لم تألفه الدراما المحلية، كما يقدم صورة واقعية عن تواطؤ السلطة الأمنية مع العائلات الأرستقراطية وكبار المسؤولين في الخطأ والمضي بالخطأ الذي يشهد في النهاية سقوط المجتمع بأكمله. وأطلق سالم بهوان (الذي شارك في مسلسلات خليجية عدة) على نسخة العرض الأول من فيلمه «رقم صفر»، واعداً الحضور بتدارك «الأخطاء في النسخة النهائية للعرض»، مشيراً الى أن فكرة العمل «وردت من جبل سمحان وكبرت حتى وصلت الى مختلف مناطق ظفار ونفذت فيه بحكم أن المنطقة تحمل مقومات جميلة تحتم عليك التصوير فيها» منوهاً بمسلسل «الغريقة» الذي صوره في المنطقة وحقق نجاحاً درامياً عند عرضه في شهر رمضان (قبل الماضي). وبرر بهوان اختياره للعنوان بأنه «بحث عن مستحيل لكل المحاولات في البحث عمن يخون وطنه». وفي مسقط أعلن جمعة هيكل في مؤتمر صحافي عن استعداد شركته لبدء تصوير فيلم «الصورة نيجاتيف» بموازنة تصل الى مئة ألف ريال عماني (نحو ربع مليون دولار أميركي)، مشيراً الى تبني وزير التراث والثقافة تمويل الفيلم بربع التكلفة، ووزارة السياحة ب5 في المئة منه. ومثل زميله سالم بهوان كتب هيكل القصة بنفسه وسيقوم بدور البطولة في فيلمه أيضاً الى جوار الفنانة العمانية المعروفة فخرية خميس، مشيراً الى انه لن يراهن على الوجوه الجديدة في عمله، معتبراً أن ذلك محزن... ولكنها الحقيقة. وسيقوم هيكل بتصوير الفيلم بنظام الفيديو ليحوله لاحقاً الى التقنية السينمائية، وهو يقع في ساعتين مصوراً واقع المجتمع العماني باجتماعية عاكساً عنوان الفيلم الذي يدلل على الخلل في الصور سواء من المصور أو الكاميرا سارداً علاقة الرجل الشرقي بالمرأة ومدى الظلم الذي يقع على المرأة وسيطرة الذكورة على المجتمع حيث يكوّن «البطل» علاقات بثلاثة نماذج من النساء «زوجة» و «عشيقة» و «أخت»، وسوف يكشف «البطل» في هذا الفيلم التعامل وعلاقة الرجل بهذه النماذج الثلاث. يتحدث هيكل عن فكرة العمل مدافعاً عن استهلاكها واعداً بمعالجة مختلفة «أكثر جرأة مما هو تقليدي»، ويقول: «أنا مصرّ على هذه الحيثيات في الفيلم ولو تدخلت الرقابة في عملي سألجأ الى القضاء لأخذ حقي»، ولم يستقر هيكل على المخرج الذي يتولى تنفيذ العمل إلا انه أشار الى مفاجأة.