أعلن وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، أن تنفيذ مشروع بناء محطات الركاب الأربع لقطار الحرمين السريع سيبدأ قريباً، وسيتم الانتهاء منها خلال عامين ونصف العاموسئل الصريصري في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، لمناسبة توقيع عقود المحطات الأربع، عما إذا كانت عربات قطار هذا المشروع ستكون مماثلة لعربات قطار المشاعر، فأكد أن «الملاحظات التي أثيرت حول قطار المشاعر كانت تكهنات قل بدء التشغيل، ولكن عندما بدأ تشغيل قطار المشاعر خلال موسم حج العام الماضي كان هناك انطباعات إيجابية». غير أن الصريصري استدرك قائلاً: «وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستكون عربات القطار وفق أحدث المواصفات العالمية». وعما إذا كانت محافظة جدة مهيأة حالياً لاستقبال مثل هذا المشروع، خصوصاً من ناحية البنية التحتية، «نعم جدة مهيأة، وكلنا يعلم ما حصل في محافظة جدة من سيول وما أحدثته من تخريب، ولكن تم أخذ كل الاحتياطات اللازمة التي تحول من دون حدوث أضرار في حال هطول الأمطار في جدة، وهذه الاحتياطات اتخذت منذ بداية المشروع وكانت في الحسبان». وحول نصيب العنصر الوطني في مشروع قطار الحرمين من حيث التدريب، قال الصريصري: «بنود المشروع تلزم الشركة الفائزة بالمشروع بتبنى معهد لتدريب السعوديين وتوظيفهم، وهي نقطة مهمة جداً تم مراعاتها منذ البداية، وبمجرد البدء في تنفيذ هذا المشروع سيتم الشروع في تدريب السعوديين على كل ما يتعلق بتشغيل وصيانة القطارات». وبشأن توظيف حارسات أمن داخل القطارات، قال: «صعب جداً في الوقت الحالي أن نحدد عدد الموظفين والموظفات الذين سيعملون في المشروع، ولكن عندما يعمل المشروع ستكون هناك معرفة تامة بالعدد المطلوب للعاملين في هذا المشروع، وهذا يخضع لعدد المسافرين الذين يستقلون القطار، وهدفنا سعودة أكبر عدد ممكن من الوظائف، ولكن هناك أعمال فنية معقدة تخص القطارات، وستكون الشركة المصنعة هي القادرة على صيانتها، ولكن جميع الوظائف التي يستطيع أن يقوم بها السعوديون والسعوديات المدربون جيداً فستكون من نصيبهم». وحول الاحتياطات الأمنية لمشروع قطار الحرمين السريع، قال وزير النقل: «بكل تأكيد نعمل مع جميع الجهات ذات العلاقة وخصوصاً الجهات الأمنية». وحول خطوط سكك الحديد للربط بين مناطق المملكة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق، أوضح الصريصري أنه تم البدء في توسعة سكك الحديد في المملكة، ويوجد قطار الشمال - الجنوب الذي ينطلق من الحدود السعودية مع الأردن والمخصص بنقل المعادن وحتى ميناء رأس الزور الذي يبنى الآن، والقطار الآخر الذي يمر عبر مناطق مختلفة ويلتقي بقطار الرياض في محطة الرياض وقد بدأ العمل فيه، وهو مشروع يجري العمل به بحسب الخطة المتوقعة، وسيتم الانتهاء منه خلال سنتين أو سنتين و نصف السنة، ويشرف على المشروع صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى قطار الرياض - الدمام، وسنتسلم خلال ثمانية أو تسعة أشهر عربات سريعة ستقلص المسافة الزمنية بين الرياض والمنطقة الشرقية إلى ثلاث ساعات فقط. وأضاف الصريصري، أنه «من الصعب أن نقوم بربط جميع مناطق وقرى وهجر المملكة بسكك حديد في فترة زمنية قصيرة، فإنشاء ورصف الطرق يكلف بالتأكيد أقل بكثير من إنشاء السكك الحديد»، مؤكداً أن «المملكة تحتاج إلى ربطها بشبكة سكك حديد شاملة لكل المناطق والمدن، وهذا يستغرق وقتاً». وأشار إلى أن توقيع عقود المحطات الأربع يمثل الجزء الثاني من المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع، والذي يهدف إلى بناء أربع محطات للركاب وفق أعلى المقاييس والمعايير المتبعة دولياً وبمواصفات عالية الجودة، وتتوزع المحطات في وسط مدينة جدة، ومكةالمكرمة، والمدينةالمنورة إضافة إلى محطة تخدم مدينة الملك عبدلله الاقتصادية في رابغ. ولفت إلى أن المحطة الخامسة تقع ضمن منشآت مطار الملك عبدالعزيز بجدة، و تم الاتفاق مسبقاً على أن يتولى المطار بناءها بحكم الاختصاص، وهي داخلة ضمن مشروع تطوير المطار الذي يتم تنفيذه حالياً. وعن عدد الحجاج و المعتمرين الذين سيقلهم القطار بعد بدء تشغيله في العام الأول، قال إن العدد يبلغ ملايين من الحجاج والمعتمرين. من جانبه، أوضح الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل، أن القطار سسيقوم في المتوسط بنقل ما يتراوح بين 150 إلى 200 ألف شخص يومياً. وبشأن العقود الموقعة، أوضح الحقيل أنها تستهدف بناء محطات الركاب الأربع، إذ أُبرم العقدان الأول والثاني مع ائتلاف ابن لادن، الأول بقيمة 3.18 بليون ريال لبناء محطة مكةالمكرمة، والثاني لبناء محطة المدينةالمنورة بقيمة 1.56 بليون ريال، في حين تم إبرام العقدين الآخرين مع ائتلاف سعودي أوجيه، أحدهما لبناء محطة جدة بقيمة 2.9 بليون ريال، والآخر لبناء محطة رابغ بقيمة 1.75 بليون ريال، مشيراً إلى أن التصميم الهندسي للمحطات تم إعداده من شركة فوستر وشركائها. يذكر أن وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري وقعا العقود الأربعة لبناء محطات الركاب لقطار الحرمين السريع مع ائتلافي ابن لادن وسعودي أوجيه بقيمة إجمالية بلغت 9.38 بليون ريال.