بالنسبة إلى العين غير المدربة، فإن الصور الملتقطة عن بعد أكثر من 200 مليون ميل لا توضح للمشاهد أنه ينظر إلى فوهة، ولكن بالنسبة إلى العلماء، فإنها كذلك من دون أي شك. ففي مؤتمر صحافي عقد في مقر مختبرات الدفع النفاث في كاليفورنيا، قال العالم في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بيت شولتز: «يمكننا رؤية صور متعددة، لذلك أشعر بالثقة لأننا عثرنا على الموقع بالفعل». وكانت مركبة الفضاء «ستار داست نيكست» التقطت صوراً للمذنب «تيمبل 1» بعدما اقتربت منه مسافة 110 أميال، الاثنين الماضي. وكانت الآمال معقودة على مركبة الفضاء «ستار داست» لترسل صوراً مثيرة للفوهة الموجودة على المذنب، والتي كانت قد التقطتها مركبة فضاء في عام 2005. ونقل موقع «سي إن إن» الإلكتروني العربي ان خلال تلك المهمة، التي أطلق عليها اسم «ديب إمباكت»، أرسل مسبار تحطم على سطح المذنب «تيمبل 1» من أجل الحصول على معلومات عن المواد الموجودة تحت سطحه. وأسفر ارتطام المسبار بسطح المذنب وتحطمه عليه عن انتشار الحطام والأنقاض، وتشكل فوهة كبيرة على سطحه، تمكنت المركبة «ستار داست» من التقاط صور لها، كما التقطت صوراً للتغيير الذي حدث على سطح المذنب على مدى السنوات الخمس والنصف التالية. إلا أن الصور التي التقطتها المركبة لم تكشف الكثير عن الفوهة. وقال شولتز إن على مدى السنوات التالية، اندمل جزء من الفوهة، وقال مازحاً إن المذنب عمل على «شفاء نفسه». وعلى رغم أن الصور ليست كبيرة، إلا أن الفوهة بدت كبيرة، لكنها كانت كافية بالنسبة إلى العلماء لدراستها. وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها «زيارة» مذنب واحد مرتين، ويعتقد العلماء أن الصور ستؤدي إلى فهم أكبر لطبيعة المواد التي تتألف منها المذنبات وكيفية تشكلها قبل 4.5 بليون سنة. وكانت المركبة «ستار داست» قد أطلقت إلى الفضاء الخارجي عام 1999، وكانت مهمتها الأولى هي المرور بالقرب من كويكب، ثم المذنب «وايلد 2»، حيث حلقت داخل غبار المذنب والتقطت مواد من السحابة المصاحبة لها بالمعنى الحرفي للكلمة.