قال باحثون أميركيون أمس (الأربعاء) إن تحليلاً للدم يبحث عن حمض نووي مرتبط بالأورام كشف الإصابة بالسرطان في مرحلة مبكرة لدى أكثر من النصف بين 138 مصاباً، ما يمثل إنجازاً جديداً في التسابق نحو هذا النوع من التحاليل. وحلل الباحثون خلال دراستهم عينات للدم من مرضى مصابين بسرطانات الرئة والمبيض والقولون والمستقيم، بحثاً عن 58 جيناً مرتبطاً بهذه الأنواع من السرطان. وتمكن الباحثون من رصد 86 إصابة بالمرحلتين الأولى والثانية من السرطان من بين 138 حالة، كما سجلوا طفرات في أورام لدى مئة من المرضى الذين شملتهم الدراسة ووجدوا أنه في 82 مريضاً تطابقت التغيرات ذاتها الموجودة في الدم مع تلك التي عثر عليها في أنسجة الأورام. وأجرى الباحثون تحليل الدم أيضاً على 44 مريضاً متعافياً، ولم يكتشفوا أي تغيرات ناتجة من السرطان. وقال أستاذ علم الأورام في مركز «جون هوبكنز كيمبل للسرطان» فيكتور فيلكوليسكو: «على حد علمنا، هذه واحدة من أولى الدراسات التي تتناول بصورة مباشرة أورام السرطان في المراحل المبكرة». وعند إجراء التحليل كان التحدي هو تحديد حمض نووي نادر من أورام حقيقية، وغض الطرف عن أنواع أخرى من التغيرات الوراثية التي قد تحدث عندما تنقسم خلايا الدم أو الطفرات الوراثية التي يولد بها الأشخاص. وأضاف فيلكوليسكو إن «ثمة حاجة لمزيد من الدراسات على أعداد أكبر من الأشخاص لاثبات قدرة التحليل الجديد للدم على التعرف بصورة دقيقة وآمنة على السرطان في مراحله المبكرة، ما قد يستغرق مدة تصل إلى خمس سنوات». وتوفر شركات عدة اختبارات بمقدورها اكتشاف الحمض النووي للسرطان بالدم لدى مرضى الحالات المتأخرة من المرض، وتستخدم هذه التحاليل للمساعدة في توجيه العلاج أو تحديد ما إذا كانت الأورام قد عادت للظهور مجدداً بعد الجراحات. ويأمل الباحثون أن يسهم تحليل الدم الجديد في تحديد أورام السرطان في مرحلة يكون لدى المرضى خلالها فرصة للنجاة.