لم تعد مدن البحرين وقراها وحدها التي تشهد مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن فحسب، إذ انتقل جزء من هذه المواجهات إلى سجال مكتوب دوّنه بحرينيون على صفحات عدد من المواقع الالكترونية، وبخاصة الموقع الاجتماعي «فيسبوك». ففي حين شهدت الصفحة «14 فبراير»، التي دعت إلى التظاهر، العديد من المؤيدين والمعارضين، أنشأت مجموعة أخرى صفحة على الموقع ذاته تحت عنوان «قلوبنا للبحرين تتطاير في اكبر تجمع وطني 14 فبراير». ودعا القائمون والمشاركون في الصفحة إلى ضبط النفس، وعدم الانجراف خلف دعوات اعتبروها باطلة، واصفين المبالغين من المتظاهرين والمطالبين ب«البلطجية». وقصد المتظاهرون القرى والميادين للمشاركة والتوجه بمطالبهم، في حين سجلت المواقع الالكترونية حضوراً كثيفاً خلال اليومين الماضيين. ولاحظ عدد من متصفحي تلك المواقع بطء حركة الانترنت، وأرجعوها إلى تعمد الجهات الأمنية ذلك، اذ انها تفرض رقابةً ومنعاً لعدد من المواقع، إلا أن مصادر في الداخلية البحرينية نفت ذلك، معتبرةً أعداد المستخدمين الكبيرة سواء من داخل البحرين أو من خارجها على الشبكة، هي السبب وراء البطء الذي شهدته مواقع الانترنت. واعتبرت وزارة الداخلية، الإنترنت وسيلة تم توظيفها لنشر بياناتها، والتواصل مع مستخدمي الشبكة العالمية من خلال موقع الداخلية، أو صفحتها في الموقع الاجتماعي «تويتر»، يتم عبرها نشر المستجدات على الساحة البحرينية. وشهدت مجموعة من المدن والقرى البحرينية خروج مجاميع من الشباب خلال اليومين الماضيين، وفيما يفترض في تلك التظاهرات أنها سلمية، الا انها انتهت بحالتي وفاة، وإصابات جراء طلقات نارية، قال الأمن البحريني انها «مطاطية». وشهدت المدن الرئيسة والقرى والطرق في المملكة تواجداً أمنياً مكثفاً، وانتشرت دوريات الشرطة، وتوزعت قوات مكافحة الشغب على عدد من المناطق، وبخاصة التي أعلن المتظاهرون تجمعهم فيها في دوار اللؤلؤ في العاصمة المنامة. ودعا شبان على موقع «فيسبوك» إلى التظاهر أمس، فيما أصدرت أحزاب معارضة، بيانات مؤيدة لها، ودعت إلى سلمية التحرك، وعدم تحولها إلى العنف، كما حدث خلال اليومين الماضيين. فيما أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن إصابة عدد من قوات الأمن، غير أنها نفت رمي المتظاهرين بالرصاص الحي. وذكر شهود أن القوات أطلقت أعيرة نارية حية ومطاطية، أدت إلى إصابة عدد من المتظاهرين، إضافة إلى إلقاء القنابل المسيلة للدموع. وأورد شاب على صحفة «14 فبراير» في «فيسبوك» دعوات إلى الخروج والتجمع في دوار اللؤلؤة، وأشارت مصادر ل «الحياة» إلى أن «الدعاة إلى التظاهرات، أجلوا تظاهراتهم إلى ما بعد الظهر، وفي مناطق مختلفة، حيث ستخرج كل مجموعة في منطقتها في أول يوم في حين تم تحديد ميدان اللؤلؤة مكاناً لتجمع المتظاهرين». وقالت الداخلية في تعليقها على تحركات قوات الأمن إن «الأمن يعمل وفق إستراتيجية ذكية، اذ وزع قواته على عدد من المناطق، من دون أن يظهر ذلك»، وشاهدت «الحياة» تمركز قوات الأمن في مداخل الشوارع الرئيسة، إضافة إلى التقاطعات.