تتواصل يوماً بعد آخر وسائل إعلام الدول المقاطعة لقطر في فضح وتآمر حاكم قطر السابق ووزير خارجيته تجاه دول الخليج، ولعل آخر ما تم بثه مساء أمس في قنوات عدة من مكالمة هاتفية بين رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها في 2011 حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، مع رئيس جمعية الوفاق المنحلة المدعو علي سلمان، وجرى فيها التآمر على استهداف البحرين في أزمة 2011، ما عده مراقبون دليل على أن قطر حليف استراتيجي لإيران، تشترك مع نظام الولي الفقيه في هدف واحد، وهو إسقاط الحكم في البحرين، وإثارة الفتن في السعودية والإمارات ومصر. وذكر الباحث السياسي في البحرين علي شاهين الجزاف ل«الحياة»، أن استهداف البحرين من جمعية الوفاق المنحلة ليس أمراً مستغرباً، فجميعنا نعرف، حتى من قبل أزمة 2011، أن الوفاق تتخابر مع جهات خارجية، ومنها إيران، لزعزعة الأمن في البحرين، واستهداف رجال الأمن، والوصول إلى الغاية الكبرى من هذا الإرهاب، وهو إسقاط الحكم في البحرين. وقال الجزاف إنه قبل فترة بسيطة تم الكشف عن المكالمة الهاتفية التآمرية على البحرين بين أحد مستشاري أمير قطر السابق، وعضو سابق في جمعية الوفاق المنحلة، وهو أحد نواب الشعب البحريني، وشكّل ذلك صدمة لنا شعباً، ليس من الوفاق وأعضائها، بل من القيادة في قطر، فكيف لدولة جارة تربطنا بها وشائج قربى ونسب ودم أن تتآمر قيادتها على البحرين؟ وأضاف: «ولكن ما بث أمس بشأن المكالمة الهاتفية بين رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها في 2011 حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، مع رئيس جمعية الوفاق المنحلة علي سلمان، وجرى فيها التآمر على البحرين في أزمة 2011، يؤكد أن قطر ما هي إلا حليف استراتيجي لإيران». وتابع: «هذا التحالف القطري - الإيراني لا يجعل من قطر دولة شقيقة، بل تتساوى مع إيران بالنسبة للشعب البحريني ولشعوب دول الخليج العربي، فالبحرين ليست سوى أحد أهداف النظامين الحليفين القطريوالإيراني لإسقاط أنظمة الحكم في مجلس التعاون، ووجود التنسيق الأميركي في هذا الأمر يؤكد تورط إدارة الرئيس السابق أوباما في أزمة البحرين 2011، وأميركا حليف رئيس لدول مجلس التعاون، ولكن وجود التنسيق الذي سمعناه في المكالمة الصوتية المذكورة يضعنا في شك من هذا الحليف، وبخاصة أننا في البحرين شعرنا بأن أميركا ابتعدت عن البحرين في أزمة 2011». وأوضح الجزاف أن هناك المزيد من المكالمات التآمرية على البحرين من قطر، والتي سيُكشف عنها في أوقاتها المناسبة. فما تقوم به قطر ضد البحرين لا يعد تصرفاً من دولة شقيقة وجارة، بل العكس، فالعدو هو من يفعل كل تلك الأمور الشيطانية وليس الشقيق أو الصديق، والشعب القطري الشقيق مطالب بالوعي أكثر وإحكام لغة العقل والمنطق، وعدم الانجرار خلف من يلبسون الحق بالباطل، وهذا شأن من ضعفت حجته وقل منطقه، وخانه تفكيره وكذب لسانه وقلمه.