بلغت السخونة الانتخابية في دائرة جزين في جنوب لبنان ذروتها، ولم تعد المعركة فيها تقتصر على تبادل الحملات بين قوى 14 آذار والمعارضة، وإنما تمددت باتجاه أهل «البيت الواحد» وتحديداً المعارضة من خلال الحملات التي يقودها رئيس لائحة «التيار الوطني الحر» المرشح الماروني زياد أسود ضد اللائحة المناوئة له برئاسة النائب سمير عازار الحليف لرئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأخذ تمادي أسود في حملاته ضد عازار ومن خلاله بري يتسبب بإشكالات بين الأخير ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون استدعت تدخل قيادة «حزب الله»، كما تقول مصادر جزينية ل «الحياة»، بين حليفيه لرأب الصدع بينهما وقطع الطريق على انعكاس ارتدادات الحملات على الناخبين في الدوائر المختلطة. وفي هذا السياق كشفت المصادر الجزينية أن أسود لم يتجاوب مع الجهود الداعية الى وقف الحملات واستمر في التصعيد وكان آخرها ما قاله أول من أمس من اتهام لبري بتبادل الأصوات مع قوى 14 آذار في جزين من تحت الطاولة إضافة الى تنظيمه هجوماً ضد مجلس الجنوب «الذي يفتح أبوابه أمام الناخبين لتقديم الخدمات لهم قبل شهر من موعد الانتخابات ويعود الى اقفالها بعد شهر من انتهائها». وقالت المصادر إن أسود يأخذ في طريقه منافسه عازار منتقداً ممارسة نواب جزين في السنوات الأخيرة ومتعهداً بتصحيحها، لافتة الى انه يوظف حملاته على نواب المنطقة وبري في محاولة لرفع منسوب التعبئة لمصلحة لائحة «التيار الوطني». وتابعت: «ان حزب الله لم يفلح بعد مراجعة بري له في إقناع أسود بوقف الحملات، مع أن رئيس المجلس كان أعرب عن أمله بأن ما يسود جزين من أجواء سيتراجع تدريجاً فور اجتياز مرحلة التحضير لخوض الانتخابات ولن يؤثر سلباً على صعيد العلاقة الطبيعية والمميزة بين جزين والقرى الشيعية التابعة لدائرتها الانتخابية أو المجاورة لها». وقالت المصادر إن الكيل طفح لدى بري بسبب استمرار الحملات، خصوصاً بعد كلام أسود الأخير الذي تناوله فيه وكأنه يخوض المعركة ضده شخصياً متناسياً أن هناك لائحة منافسة للائحتين برئاسة النائب السابق إدمون رزق ومدعومة من 14 آذار والمستقلين. وأضافت أن كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري أخذت ترتاب من مواصلة أسود حملته وتسأل عن الأسباب التي أملت عليه إطلاق النار على «حليف حليفه» من جانب واحد على رغم انه لم يصدر أي رد عن عازار ولا عن «أمل» أو الكتلة النيابية. وتابعت: «أن كتلة التنمية تدارست الموقف وخلصت الى ضرورة الرد على أسود لأن من غير الجائز السكوت عن اتهاماته وتحامله على بري ومجلس الجنوب ونواب جزين، لكنها استمهلت إصدار الرد بناء لرغبة «حزب الله» الذي جدد وساطته لدى عون الذي أبلغه أن ما صدر عن أسود لا يعبر عن رأي «التيار الوطني الحر» ولا يعكس حقيقة موقفه المتناغم مع رئيس المجلس وبالتالي يتعامل معه على انه مجرد هفوة لا يلزم بها تكتل التغيير والإصلاح والتيار الوطني». وأكدت المصادر عينها أن عون أبدى تجاوباً مع طلب «حزب الله» بوقف الحملات ووعد بإصدار بيان توضيحي، لكن كتلة التنمية فوجئت بتراجع «التيار الوطني» عن إصدار البيان واكتفى بما أوضحه أسود من أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن لسانه حول صفقات هو محصور بتداول لأصوات انتخابية محلية وليست له علاقة بموضوع مجلس الجنوب ولا بالرئيس نبيه بري. إلا أن كتلة التنمية اعتبرت ان البيان التوضيحي للمرشح أسود لا يكفي بالغرض المطلوب ولوحت بأنها ستضطر الى إصدار موقف شديد اللهجة احتجاجاً على التعرض لها من قبل «التيار الوطني»، خصوصاً بعدما تراجع الأخير عن التزامه بإصدار توضيح من شأنه أن يسهم في تبديد أجواء الاحتقان التي افتعلها أسود والتي لا تخدم التعايش القائم سواء بين البلدات الجزينية أم بينها وقرى الجوار. كتلة التنمية ماضية في قرارها بإصدار موقف في حال ان «التيار الوطني» اكتفى بالتوضيح الذي أصدره أسود ولم يسارع كما تعهد الى تحديد موقف يخالف كل ما ورد على لسان مرشحه في جزين.