وسط تصاعد الاحتجاجات في بغداد والمحافظات الأخرى للتنديد بسوء الخدمات والفساد الحكومي، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي أمس من استغلال التظاهرات «للتمييز بين العراقيين على أسس مذهبية وطائفية والإضرار بأمن وسيادة البلاد». ووعد المالكي بتخصيص «ساحات في المحافظات للتعبير عن حرية الرأي»، فيما حض قيادي بارز في «المجلس الأعلى» الحكومة على عدم «الاستخفاف بالتظاهرات والادعاء بان البعث والقاعدة وراءها». وشهدت بغداد الليلة قبل الماضية تجمعاً لمئات العراقيين أمام البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء، منددين بسوء الخدمات وتفشي الفساد في مفاصل الدولة. وأطلقت قوات تابعة للجيش عيارات في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة، واستخدمت خراطيم المياه لتفريقهم. وقال عضو مجلس محافظة بغداد رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي محمد الربيعي إن «مسؤولية سوء الخدمات تقع على عاتق مجلس المحافظة، من حيث سوء الرقابة والمتابعة، وعلى الحكومة أيضاً لعدم دعمها وتنفيذ ما يرفع إليها من توصيات». وأضاف إن «مجلس محافظة بغداد ليس وحده المسؤول عن الرقابة وإنما هناك مجالس محلية استهلكت». وطالب الربيعي «الحكومة الاتحادية بفسح المجال أمام الحكومات المحلية لممارسة صلاحياتها القانونية». وفي كركوك، تظاهر العشرات من مختلف القوميات أمام مكتب المحافظ، أمس مطالبين بتوفير الخدمات وتحسين الحصة التموينية، وتوفير الوقود، ومكافحة البطالة، وإيجاد فرص عمل، ومحاسبة الفاسدين في دوائر الدولة، وتحسين رواتب الموظفين والمتقاعدين. وفي ثاني تظاهرة خلال أسبوع، خرج المئات من أهالي الفلوجة، أمس، مطالبين الحكومة المحلية بمعالجة المشاكل التي يعاني منها أبناء المحافظة، ورددوا: «نفط الشعب مو للشعب بس للحرامية»، وحذرت الحكومة المحلية من استغلال هذه التجمعات من الإرهابيين لقتل أكبر عدد من المدنيين. وأشار محمد فتحي، عضو مجلس محافظة الأنبار في تصريح الى «الحياة» الى أن «ما تخشاه الحكومة المحلية هو استغلال المجموعات الإرهابية مثل هذه التجمعات وشن هجمات تحصد أكبر عدد من أرواح المدنيين العزل». وأضاف: «الكل يعترف بوجود تقصير في أداء أجهزة الدولة وسوء الخدمات المقدمة الى المواطنين». وكانت مدينة الرمادي شهدت الأحد الماضي، تظاهرة احتجاجاً على انتشار البطالة وسوء الخدمات. وفي أول رد فعل رسمي، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي، من استغلال التظاهرات «للتمييز بين العراقيين على أسس مذهبية وطائفية والإضرار بأمن وسيادة العراق». وقال خلال احتفال أقامه الوقف السني في مناسبة المولد النبوي «حذار من المخربين والإرهابيين والمليشيات ممن يحاولون التمييز بين العراقيين على أسس مذهبية وطائفية والإضرار بأمن وسيادة العراق»، مبيناً أن «هؤلاء يريدون إرجاع البلاد الى الصفر». وزاد: «نحن نريد بناء دولة المواطنة، ودولة ذات سيادة كاملة على أرضها وسمائها»، لافتاً الى أن «العراق يقف اليوم على أرضية صلبة ويمتلك نظاماً سياسياً مبنياً على أساس الشراكة الوطنية ومنح الحريات وهو مختلف عما هو موجود في بعض البلدان التي تشهد تحولات». وعد المالكي مجالس المحافظات بتخصيص «ساحات للتعبير عن حرية الرأي». وقال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي إن «المالكي وعد بتخصيص وإيجاد وإنشاء ساحات خاصة في المحافظات العراقية لطرح وجهات النظر المختلفة وستكون هذه الساحات مكاناً للتعبير عن حرية الفرد ولكي يصل صوته بحرية حتى لو طالب بمحاسبة المقصرين من أعضاء البرلمان والحكومات المحلية والاتحادية بكل حرية».