دشنت ارملة الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نازك الحريري ليل اول من امس، مع اولادها ايمن وجمانة وهند وفهد وحفيداتها والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، «اوديتوريوم رفيق الحريري» في مبنى «معهد العالم العربي» في باريس لمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الحريري. وكان الراحل قدم القاعة الى المعهد وحملت اسمه، وقررت «مؤسسة الحريري» والسيدة نازك الحريري اعادة تأهيلها وتوسيعها من خلال شركة «اوجيه»، كي تكون قاعة مؤتمرات حديثة. وأكدت الحريري في كلمتها ان «ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا العام مناسبة لتجديد التمسّك بقواعد الحوار وخيارات الرئيس الشهيد الوطنيّة وهي التزامات تؤكدها عائلتنا، كسبيل وحيد لوحدة الوطن وحفظ لبناننا من كل تهديد لأمنه واستقراره». وقالت: «مرّة أخرى يجمعنا الرئيس الحريري على ذكراه الطيّبة، إلا أنه لعلّ الذكرى تتزامن هذه المرّة مع بروز الحقيقة». وشكرت «للدول العربيّة موافقتها على ربطها اسم الرئيس الحريري بهذا الجناح في معهد العالم العربي في فرنسا»، وقالت: «حرصت مؤسّسة الرئيس الحريري على أن يتحوّل هذا المكان إلى مركز متطوّر للتفاعل الانساني يعكس دعمه للتواصل والحوار». وقالت انّ «ست سنوات مرت ولم نتعب من البحث عن الحقيقة وهي التي رفع اللبنانيون واللبنانيات أيديهم لها ونحن ما زلنا نطالب بمعرفة من اغتال الرئيس الحريري واستباح الدماء في قافلة الاستشهاد الثاني ومنهم من نجا والحمد لله»، مؤكدة «اننا سنبقى ننادي بالعدالة وإحقاق الحق لا لأننا طلاب ثأر لا سمح الله، ولن نرضى بأن يسقط لبنان في الحرب من جديد إنما الحقيقة هي السبيل لحقن دم الابرياء وهدفها الأوّل والاخير هي تحريم قتل النفس»، وأكدت انَّ «عائلة الحريري حريصة كل الحرص على عدم التخلي عن العيش المشترك ولن نفرّط بالسلم الأهلي». وإذ لفتت إلى أنّ «الخلافات آخذة بالتفاقم»، سألت: «ما العمل؟ هل نغرق في العنف والتجاذبات السياسيّة التي لا نهاية لها؟»، مشيرةً إلى أنّ «السلاح ومنطق الغالب والمغلوب لا نفع منهما وإلا سقطنا في هاوية التاريخ، وحان لنا لننظر معاً في اتجاه واحد، في اتجاه غد واعد وستهدأ النفوس ونجتمع حول بناء الدولة ومؤسساتها الشرعية وهي تلك الأمانة التي أودعنا إياها الشهيد رفيق الحريري والشهداء الأبرار». وأضافت: «نعز كل الذين سقطوا في الدفاع عن لبنان الحر السيّد والموحّد النموذج الديموقراطي والذي استطاع أن يُخرج الاحتلال عام 2000 وسيعرف لبنان قريباً من اغتال شهداء الحق والحريّة في عقر ديارنا». وأهابت «في ذكرى الاستشهاد الكبير برجالاتنا الكبار وهم كثر في وطننا من أي انجرار إلى ما يمس الأمن والاستقرار ويناقض نهج الرئيس الشهيد»، وختمت قائلة: «ليحمي الله لبنان الغالي وشعبه العزيز ويدرأ عنه خطر الفتنة التي هي أشد من القتل وإنشاء الله لن تنجلي هذه السنة إلا وانجلت الحقيقة معها». والقى رئيس المعهد دومينيك بوديس كلمة حيا فيها عطاء الرئيس الحريري وقراره دعم معهد العالم العربي ومنحه القاعة المهمة لنشاطات المعهد، كما تكلمت نائب رئيس البرلمان الاوروبي رودي كراتسا عن رؤية رفيق الحريري للبنان، وكانت مسؤولة تيار «المستقبل» في باريس ريما طربيه قدمت الخطباء وتحدثت عن علاقة التيار والرئيس سعد الحريري بالبرلمانيين الفرنسيين. وقدم المراسل السابق لمحطة «سي ان ان» برانت سادلر فيلماً وثائقياً عن رؤية الرئيس رفيق الحريري للبنان واعماره. وحضر الاحتفال حشد من الشخصيات الفرنسية واللبنانية بينهم الى جانب الرئيس شيراك، رئيس المعهد بوديس والنائبان اتيين بانت وفيليب غوجون ومدير الشرق الاوسط في الخارجية السفير باتريس باولي ومبعوث الرئيس الفرنسي للمسار السوري - الاسرائيلي السفير جان كلود كوسران والسفيران اللبنانيان لدى فرنسا بطرس عساكر ولدى الاونيسكو سيلفي فضل الله والمستشار في السفارة اللبنانية غادي خوري والسفير اللبناني السابق جوني عبدو وعميدة السلك العربي سفيرة الاردن دينا قعوار وممثل الجامعة العربية ناصيف حتي وسفير فلسطين هايل فهوم والوزراء اللبنانيون السابقون شارل رزق وغسان سلامة وابراهيم الضاهر ومستشار الرئيس الحريري المحامي بازيل يارد.