أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن وتيرة الانسحاب المقبل لقوات بلاده من أفغانستان لا تزال غير واضحة، وشكك في دقة أعداد القوات الواردة في طلب موازنة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والذي كشف عنه الكونغرس اول من أمس، مع توقع خفض عدد الجنود الاميركيين إلى 98250 في العام 2012، مقارنة بنحو 102 ألف في السنة الحالية. وقال غيتس: «شرحت للنواب أن رقم 98250 توجه محافظ خاص بالموازنة. والأكيد ان هذا الرقم لن يتحقق، لأننا لا نعلم عدد القوات التي ستخفض في عام 2012»، والذي سيعتمد، بحسب مسؤولين في «البنتاغون»، على الظروف السائدة على الارض، في وقت يرفضون إعطاء أي فكرة محددة عن حجم الخفض الأولي. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خططاً لبدء تقليل عدد القوات المشاركة في حرب أفغانستان في تموز (يوليو) المقبل بهدف نقل مسؤولية الأمن إلى القوات الافغانية بحلول نهاية عام 2014. وبلغت طلبات ادارته للكونغرس 118 بليون دولار لحربي العراق وأفغانستان، اضافة إلى مهمات أخرى ما وراء البحار. تزامن ذلك مع أعلان جيمس اباتوراي مندوب الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) للعلاقات مع دول القوقاز وآسيا الوسطى، أن قوات الحلف لن تغادر أفغانستان قبل حلول عام 2015. وقال على هامش المنتدى التعليمي السنوي الطالبي «الأكاديمية الشتوية» في موسكو اليوم: «يراهن الحلف على بدء نقل المهمات إلى القوات الأفغانية في النصف الأول من السنة الحالية، على أن تستمر هذه العملية حتى نهاية عام 2014. وكشف اباتوري أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي سيعلن خلال شهر جدولاً زمنياً جديداً لعملية نقل المهمات إلى القوات والجهات الأفغانية المعنية، مؤكداً أستعداد الحلف لدعم أفغانستان عسكرياً ومدنياً. وأول من امس، قتل ثلاثة جنود بريطانيين في افغانستان، احدهم بانفجار عبوة ناسفة في اقليم نهر السراج بولاية هلمند (جنوب)، واثنان آخران باندلاع حريق «لم ينتج من عمل عدائي» في معسكر باستيون الخاص بالقوات الاجنبية في الولاية ذاتها. واتهمت وزارة الدفاع البريطانية المتمردين بزرع قنابل تستهدف عشوائياً مدنيين ابرياء وجنوداً ولا تكترث بالنتائج او بالتدمير الذي قد تلحقه، علماً ان 357 جندياً بريطانياً سقطوا منذ اطاحة نظام حركة «طالبان» نهاية عام 2001. على صعيد آخر، افادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستعلن الجمعة تعيين الديبلوماسي السابق مارك غروسمان الذي يعمل منذ 30 سنة في وزارة الخارجية، مبعوثاً اميركياً خاصاً لافغانستان وباكستان، خلفاً لريتشارد هولبروك الذي توفي في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأشارت الصحيفة الى ان خلافاً بين وزارة الخارجية والبيت الابيض حول تحديد مهمات غروسمان أخرّ اعلان تعيينه، علماً انه عمل سابقاً مساعداً لوزير الخارجية لشؤون اوروبا، وسفيراً في تركيا، ومساعداً لوزير الخارجية للشؤون السياسية في ظل رئاسة جورج بوش الابن، قبل ان يترك وزارة الخارجية عام 2005. وهو يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجموعة «كوهين» الاستشارية التي ترتبط بعقود في جنوب آسيا. ويأتي تعيين غروسمان في وقت حرج في الحرب التي تخوضها واشنطن في افغانستان، والتخطط لبدء انسحاب القوات الأميركية اعتباراً من الصيف.