أسئلة كثيرة، يطرحها القيادي السابق في جماعة «الإخوان المسلمين» ثروت الخرباوي في كتاب «هل كان عبدالناصر إخوانياً؟» (كتاب اليوم) محاولاً الوصول إلى أجوبة شافية، في ظل تغييب الوثائق المتعلقة بموضوع الكتاب ذاته. يبدأ الخرباوي بعرض وافٍ عن شروط العضوية في جماعة «الإخوان» وأشكالها، ثم يورد رأي أحمد إبراهيم أبو غالي ومفاده أن عبدالناصر، كان في بواكير توليه السلطة مجرد صديق ل «الإخوان». ويؤكد أبو غالي في حديث أجراه معه الخرباوي أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، «كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين قبل التحاقه بالكلية الحربية»، مشيراً إلى أن مبارك أقرَّ في حديث إلى مجلة «دير شبيغل» الألمانية عام 2006 بأنه انضم إلى إحدى شعب «الإخوان» في محافظة المنوفية أثناء دراسته الثانوية وكان ذلك في عام 1944. ولكن، ماذا عن أمر مماثل فعله جمال عبدالناصر؟ هنا تصل تحريات الخرباوي إلى أن عبدالناصر التقى حسن البنا، وأقسم أمامه على تحالف تنظيم «الضباط الأحرار» مع تنظيم «الإخوان»، ولم تكن هناك بيعة ولم يكن هناك اندماج. ويضيف أن هذا التحالف انهار بعد مقتل حسن البنا وطرد الضابط «الإخواني» عبدالمنعم عبدالرؤوف من تنظيم «الضباط الأحرار». ويورد الخرباوي رأي القطب الوفدي محمد علوان ومفاده أن عبدالناصر «كان يؤمن بالقومية العربية، وهو أمر يتنافى مع أفكار حسن البنا وجماعته، ومِن ثم فإن ما يقال عن أن عبدالناصر أقسم في 1942 على مبايعة البنا إماماً، هو أمرٌ مستبعد، ولا يوجد مطلقاً ما يجعله ممكن الحدوث». ويرجع الخرباوي كذلك إلى كتاب «الآن أتكلم» لخالد محيي الدين، وهو عضو بارز في تنظيم «الضباط الأحرار» انتمى طوال حياته إلى اليسار، وجاء فيه أن هذا التنظيم كان يضم ضابطين ينتميان إلى «الإخوان»، هما عبدالمنعم عبدالرؤوف ومحمود لبيب وأنهما توليا تعريفه في 1944 إلى عبدالناصر، «ثم قمنا بتشكيل مجموعة من العسكريين الإخوان، ولكن لم نكن جميعاً موالين للإخوان، وكان عبدالناصر يقول لي أن الإخوان يريدون استغلال الضباط وليست لهم أهداف وطنية». ويجزم سامي شرف، سكرتير عبدالناصر، بأن الأخير لم ينضم يوماً إلى الإخوان، لكنه لا ينكر تعامله معهم وأن الأمر «كان مجرد تحالف سياسي».