السبت الماضي، خرجت الاسكتلندية سوزان بويل، من برنامج الهواة «بريتانز غات تالنت» (لبريطانيا مواهب)، بعد أن أطاحت فرقة «دايفرستي» بها. لم تفز بويل ابنة ال 48 عاماً بجائزة برنامج «لبريطانيا مواهب» وقدرها 100 ألف جنيه استرليني، لكن المغنية الاسكتلندية «القروية» قد تجني 8 ملايين جنيه استرليني! لماذا؟ لأنه وبحسب «صنداي ميرور» فإن مكتشف النجوم سايمون كاول يعتزم «قهر الولاياتالمتحدة ببويل»! وسيدفع لها مبلغاً قد يصل إلى 8 ملايين جنيه استرليني مقابل ألبوم غنائي! هل هي السياسة أم هو إعجاب من كاول بصوت هذه العانس العاطلة عن العمل والأقرب إلى الدمامة؟! ربما ذلك كله، لكن الأكيد أن بويل اليوم نجمة، ومكتشفي النجوم لن يوفروها، حتى لو لم تكن صاحبة الحاجبين السميكين والشعر الأشيب المبعثر، تملك الرشاقة والجمال. في الأيام الماضية هيمنت سوزان بويل على عناوين الصحف البريطانية التي عزت هزيمتها إلى تلفظ فرقة المغنين الناشئة بألفاظ نابية. وقالت صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» إن موجة الغضب التي اعترت بويل قبيل أقل من أسبوع شمالي لندن أثرت في آراء ملايين المشاهدين الذين صوتوا لمصلحة المجموعة الراقصة «ديفرستي». لكن لماذا اعترت بويل موجة غضب؟! قالت إحدى الصحف إن القيمين على البرنامج أرسلوا فريقاً طبياً ليحيط ببويل، قبل النهائيات. كانت النجمة الجديدة، قبل المشاركة في البرنامج، تعيش وحيدة مع قطتها في شقة تابعة لمجمع سكني شعبي جنوب شرق اسكتلندا قرب أدنبرة. ومن تلك الحياة إلى شهرة مفاجئة وضغوط إعلامية سببت لها بوادر اضطراب عصبي. وكان صوت بويل الساحر تمكن من جذب أكثر من 19 مليون مشاهدة في «يوتيوب»، بين يومي 16 و17 (نيسان) أبريل، وبسرعة فائقة وصل الرقم إلى أكثر من 100 مليون مشاهدة، لتصبح حديث الإعلام من أميركا إلى اليابان. وكان من ضمن عناوين الصحف: بويل.. اسكتلندية تهز المملكة المتحدة بصوتها «المفاجئ»... وبعد الخسارة على سبيل المثال جاء عنوان صحيفة «صندي ميل»: الأمة في حالة صدمة بعد إطاحة دايفرستي بسوزان بويل... وأعلنت الممثلة الأميركية ديمي مور ومغني الروك جون بون جوفي أنهما من المعجبين بالنجمة الجديدة، هذا إضافة إلى لجنة تحكيم «لبريطانيا مواهب» التي تضم قضاة شرسين واسترضائهم صعب. عصير الكلام: «قروية» – وهي صفة ليست معيبة أبداً - بين ليلة وضحاها باتت نجمة وستجني في أول صفقة 8 ملايين جنيه استرليني! لأنها تملك الموهبة. انطلاقاً من الموهبة أسأل سؤالاً بريئاً من وجهة نظري: كم امرأة موهوبة في بلدي من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، لم يسنح لها حتى الاستمتاع بموهبتها عبر الممارسة؟! حتى لا تكال الاتهامات لي، وتُرمى «زبدة» المقال بسبب أفكار أيديولوجية، كلمة «الموهبة» لا تقف عند حد الغناء أو الفن، بل تمتد بمداد البحور. وللتوضيح هناك موهوبات في الرسم، في التسويق، في البيع، في الأدب، في الحديث والمحاورة، في التصميم، في «الجرافيك ديزاين»، في الديكور... واللائحة لا تنتهي. كم موهوبة لم يسمح لها الاستمتاع بموهبتها؟!... ربما مليون. [email protected]