بحث الرئيس العراقي جلال طالباني امس، في اليوم الثاني من زيارته إلى دمشق، سبل تعزيز العلاقات بين سورية والعراق في كل المجالات الاقتصادية وضرورة تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة. وكان الرئيس بشار الأسد استعرض مع الرئيس العراقي «الخطوات التي قطعتها العلاقات بين البلدين الشقيقين»، وأعربا عن ارتياحهما للتطور المتنامي الذي تشهده. ونقل بيان رئاسي عن الرئيس العراقي تأكيده رغبة بلاده في «إقامة علاقات إستراتيجية تخدم الشعبين ودول المنطقة وأمنها واستقرارها»، مؤكداً استعداد العراق لتطوير العلاقات مع سورية على الصعد كافة. وبحث طالباني أول من أمس مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري «مجالات التعاون المشترك على صعيد الاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والصناعات البتروكيماوية وتطوير الموانئ والمنافذ الحدودية، وتفعيل دور رجال الأعمال لتعزيز انسياب السلع والبضائع وتنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة». وأفادت مصادر رسمية بأن اللقاء تضمن التأكيد على أهمية تفعيل عمل «اللجنة العليا» وتكثيف اللقاءات الثنائية بين الوزارات والمؤسسات والشركات في البلدين، وعلى أهمية الربط الطرقي والسككي والشبكة الكهربائية. وشدد الرئيسان على «ضرورة إحياء خط النفط القديم بين كركوك وبانياس لتصدير النفط العراقي عبر سورية، وتسريع إجراءات مد خطوط جديدة لنقل النفط والغاز العراقي وتصديره عبر الأراضي السورية». وكان وزير النفط السوري سفيان العلاو بحث مع نظيره العراقي عبدالكريم لعيبي في إعادة تشغيل خط نفط العراق القديم، بعد تأهيله، وتعزيز التعاون بين وزارتي النفط لتوفير المستلزمات المطلوبة، إضافة إلى إنشاء خطوط النفط والغاز الجديدة. وعُرضت المراحل التي قطعها الجانبان في تنفيذ المشروع، للإستفادة من الغاز المتوافر في حقل «عكاس» العراقي الضخم الواقع قرب الحدود مع سورية. وتطرق الجانبان إلى «موضوع تدريب وتأهيل الكوادر الفنّية والإدارية والإستفادة من مراكز التدريب السورية لتأهيل الكوادر التي تحتاجها وزارة النفط العراقية، إلى جانب التعاون في الثروة المعدنية»، بخاصة في استثمار الفوسفات الذي يمتلك العراق احتياط كبير منه. وقال علاو في تصريحات الى الصحافيين، ان الجانبين بحثا أيضا التعاون الثلاثي بين سورية والعراق وإيران، لإنشاء خط لنقل الغاز الإيراني إلى سورية مستقبلاً، ووصله ب «خط الغاز العربي»، ومنه الى الدول المشاركة في هذا الخط أو إلى تركيا لتصديره إلى أوروبا، لافتاً الى «اجتماع بين المجموعات الفنّية من الدول الثلاث في طهران لوضع التفاصيل الفنّية والتمهيد لتنفيذ هذا المشروع الحيوي». وأكد اللعيبي «ان لدى العراق مشاريع لإنشاء أربع مصافٍ جديدة بطاقة 750 ألف برميل نفط يومياً معروضة للاستثمار»، لافتاً إلى انه يرحب بأي مشاركة عربية في إنشائها.