كشف المدير العام لمركز الملك عبدالله للأطفال المعوقين في جدة الدكتور عثمان عبده هاشم أن عدد المعوقين في السعودية يزيد على مليون، وقال ل«الحياة»: «وصلت نسبة المعوقين في السعودية إلى 7 في المئة من إجمالي عدد السكان». وأضاف: «تعد هذه النسبة عالية جداً بالنسبة إلى مجتمع صغير كالسعودية، وهو ما يستدعي رعايتهم في ظل عدم وجود الوعي الكامل من أفراد المجتمع». وعزا أسباب الإعاقة في السعودية إلى ثلاثة أمور رئيسية، هي: الزواج من الأقارب والحوادث المرورية، إلى جانب الأخطاء الطبية، مشدداً على ضرورة محاولة تلافي تلك المسببات وتجنبها. وأشار إلى أن جمعية الأطفال المعوقين تستقبل الأطفال من سن الولادة إلى 13 عاماً، لافتاً إلى وجود قسم «لست وحدك» يعتني بمن لم يتم قبولهم في الجمعية «إما لأعمارهم، أو لانخفاض نسبة ذكائهم عن 50 في المئة، مبيناً أن الجمعية تعمل على التأهيل الطبي والتعليمي ومن ثم إدماج الأطفال في المدارس الخاصة والعامة. وأضاف أن الهدف من إنشاء قسم «لست وحدك» يأتي لمساعدة الأطفال في قبولهم بالمراكز الأخرى ومساعدتهم عن طريق هيئة الإغاثة الإسلامية وفق الاتفاق المبرم معها منذ خمس سنوات التي تقضي بمساعدة أطفال المركز في الدراسة والعلاج». ولفت إلى أن المركز يعتني أيضا بالشباب والكبار من الجنسين في إيجاد وظائف لهم أو تزويجهم أو مساعدتهم من خلال توفير المستلزمات الأساسية لأسرهم من كراسي وغيرها. وزاد: «تعد الجمعية طرفاً وسيطاً بين الراغبين في الزواج من المعوقين في المركز، ولا تتدخل في أي مسائل تفصيلية أخرى من ناحية تحديد الإعاقات وغيرها، حيث تستقبل الطلبات وتعرضها على الأطراف الأخرى»، لافتاً إلى عدم وجود إحصاءة بعدد الحالات التي تم تزويجها عن طريق الجمعية. وذكر مدير مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز في جدة أن عدد الأطفال المعوقين في الجمعية يشهد زيادة مستمرة، وهو ما يحول دون تحديد نسبة معينة لتلك الزيادة، موضحا أنه يتم تعليمهم من الروضة حتى الصف الثاني الابتدائي ومن ثم إدماجهم في التعليم العام، مطالباً بإنشاء مراكز أخرى في جنوب ووسط جدة لرعاية المعوقين. وكانت إحصاءات سابقة لوزارة الصحة كشفت أن عدد المواليد في السعودية سنوياً يتراوح بين 400 و 500 ألف مولود سنوياً منهم ما بين 400 إلى 500 مولود معوق، وهو رقم كبير بالنسبة لإجمالي عدد السكان في السعودية وذو تأثير سلبي في المجتمع. وأوضحت تقديرات الوزارة أن كلفة علاج الأطفال المعوقين حديثي الولادة تصل سنوياً إلى نحو 50 مليون ريال علاوة على ما تسببه الإعاقة من معاناة إنسانية ونفسية واجتماعية لعائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولكل طبقات المجتمع السعودي. وبناءً على إحصاءات عالمية فإن مقدار ما ينفق على علاج 500 طفل معوق يزيد على بليون ريال، بينما تقدر الكلفة السنوية لتطبيق البرنامج الوطني لاكتشاف التدخل المبكر لأمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء عند حديثي الولادة في السعودية ب15 مليون ريال فقط.