«قرار الحكومة السورية إلغاء الحجب عن مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها هو قرار جريء جداً وخطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن يجب ان نقول شكراً للشباب السوري الواعي قبل أي جهة أخرى» هذا ما كتبه عمرو على صفحته على موقع «فايسبوك». وأكمل: «أعتبرها خطوة رمزية ومعنوية فقط لأنه على ارض الواقع لم يكن للحجب أي تأثير». كلام عمرو بعض مما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي التي لم يعد الدخول إليها يكلف السوريين عناء البحث عن «بروكسي» لكسر الرقابة. وكانت الحكومة السورية قررت رفع الحجب عن العديد من المواقع والمدونات الالكترونية أهمها موقع الفيديو الشهير «يوتيوب» إضافة إلى «بلوغر» و«مكتوب بلوغ» وغيرها «نزولاً عند رغبة غالبية الشباب السوري وتعبيراً عن ثقة الحكومة به» بحسب بعض المصادر، كما انها تعبير عن «ثقة متبادلة بين الحكم والمجتمع» على حد تعبير بعض الاوساط الديبلوماسية الغربية التي رحبت بالقرار. والواقع أن الشباب السوري خاض «حرباً الكترونية» بنجاح قبل رفع الحجب عن الانترنت، فقد شهد موقع «فايسبوك» المحجوب نظرياً منذ خمس سنوات مشاركة فعالة من قبل السوريين أثبتت أنهم على قدر كاف من الاطلاع والمسؤولية في التعاطي مع الأحداث المتتالية. في البداية التفوا حول «ثورة الشباب التونسي» فهللوا لانتصارها وأيدوا جرأة شبابها. «تونس حرة» عبارة كتبها كثيرون على صفحاتهم وسرعان ما أنشأوا صفحات خاصة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب التونسي مستبدلين صورهم الشخصية بصور لبطل الثورة محمد البوعزيزي وعلم بلاده. وعلى رغم ان الشأن التونسي لم يكن في السابق مصدر اهتمام الشباب السوري مقارنة ببقية الدول العربية، إلا أن الشباب استقبلوا غضب أقرانهم ومطالبتهم بالحرية بشيء من الاعجاب والدهشة في آن واحد. بعضهم اعتبر ان «الشباب العربي يقتحم التاريخ» بينما احتفل آخرون ب «تحطم أسطورة الخوف التي رافقت الأجيال العربية». وكتب حازم: «لم نسمع بتعبير الرئيس المخلوع من قبل. ما حصل في تونس مفاجأة للجميع، نحن على عتبة مرحلة جديدة». ومع انطلاق انتفاضة مصر، سرعان ما تحولت أنظار الشباب السوريين عن تونس وتسمرت أعينهم دهشة وهم يشاهدون سيارة الأمن تدهس المتظاهرين في ميدان التحرير. فلمدينتي القاهرة والاسكندرية صدى مختلف عن ولاية سيدي بوزيد في قلوب السوريين. كتب وائل: «لا يسعنا التفكير بسورية من دون التفكير بمصر، مصر التاريخ وشريكة الحروب والانتصارات. إنها أم كلثوم وعبد الحليم... كل ما بيننا مشترك، اشتقنا يا مصر». وعلى الشبكة ارتدى السوريون علم مصر، فكثرت الصفحات المؤيدة لشباب مصر واجتمع عدد كبير منهم امام السفارة المصرية في دمشق في اعتصام سلمي لاضاءة الشموع على أرواح الضحايا حاملين شعارات «من أجل مصر البهية... مصر الصبية سنشعل الشموع. من أجل شعب مصر الأعزل الذي يحاول ان يرد بيديه الظلم وينال الحرية». وما ان بدأت بعض المطالبات تظهر باحتمال حدوث «يوم غضب» في سورية حتى بدأت مجموعات مقابلة الرد وتشكيل صفحات مؤيدة للرئيس تدعو للحفاظ على «الامن والاستقرار والتعايش» في المجتمع. وقام العديد من الشباب باستبدال صورهم بصور للرئيس الاسد والعلم السوري مذكرين من نسي ب «مواقف بلدهم الوطنية» ومذيلين اسماءهم بعبارة «سورية بترفع الراس». وفيما تخوف البعض من تأثير «فتح» العديد من المواقع على سرعة خدمة الانترنت وجودتها في سورية، تباينت آراء الشباب حول ما جرى وتوقيته. فبعضهم اعتبرها «هدية» بينما رآها البعض الآخر «إنجازاً شخصياً» لكنهم اجمعوا على سعادتهم بهذه الخطوة وعبروا عنها بعبارة «شكراً سورية».