لماذا لا نصبح متفائلين في هذه الحياة؟ فالحياة عبارة عن عذاب وشقاء، وحزن وألم، للذي لا يفهمها، ولكنها نعيم وشقاء وسعادة وأمل للذي يفهمها، لأن الحياة ستجري بدوننا أو بنا، رضينا أم أبينا، إلى أن يحين وقت الساعة، فكلما يولد مولود يفرح أهله، يموت شخص فيحزن أهل هذا الميت، هل فهمتم ما أعني، أعني أن الحياة متعاكسة كل شيء فيها له ضد، وإن مشينا فيه بالشيء الذي نريد لابد أن تقابلنا صعوبات قبل أن نحصل على ما نريد، وأولها مواجهة الضد، وإذا تغلبنا على هذا الضد، سوف نحقق الذي نريده، ولكن ما الضد؟ هو حاجز من الشيء نفسه، ولكنه يبطل مفعول عمل هذا الشيء، لكي يتغلب عليه، ويفرض سيطرته عليك، مثال على ذلك شخص ذهب ليشرب الماء، ما سبب شربه للماء؟ لكي يروي عطشه طبعاً، ويتغلب على العطش، فالضد هنا هو العطش، والذي شرب الماء واجه ضده في هذه اللحظة، وتغلب عليه فشرب الماء، والماء هو السلاح، ومثال آخر عليها النجاح في الدراسة، لكي ننجح في المدرسة لابد أن نواجه الضد في الدراسة ونتغلب عليه، والضد هنا هو الجهل، ونقضي عليه بأخذ المعلومات ودراستها لكي نتغلب على الجهل. أخلص من هذا، أن الحياة عبارة عن متضادات كثيرة، ولكي تحصل على ما تريد لابد أن تواجه الضد، وتتغلب عليه، فتحصل على مطلبك بعد مواجهة الضد، وإذا لم تستطع أن تواجه ضدك سيأتي إليك ويتغلب عليك، فهو ينتظر الفرصة لكي ينقض عليك، فاحذر الضد، واعلم أن الحياة لا دخل لها بما فيها من الهموم والمشكلات والآلام، ولكنها من البشر، وليس من الحياة وستفهم الحياة. أحمد عبدالله الرزيق – الرياض [email protected]