اتهم عدد من التشكيليين الفنان عبدالعزيز عاشور بالانحياز إلى المجاملات والعلاقات الشخصية، في الكتاب الذي أعده وعنوانه «تشكيليون سعوديون اليوم» وضم تجارب 18 فناناً فقط! تساءل هؤلاء حول تجاهل عاشور كثيراً من الفنانين الذين لهم تجارب جادة وحديثة خصوصاً أن الكتاب تقف وراءه وزارة الثقافة والإعلام وقدم له الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة نفسه، وصدر في ثلاث لغات (الإنكليزية والفرنسية والعربية). الكتاب الذي صدر عن دار المحترف السعودي للنشر كان - في رأي هؤلاء - سيوفر فرصة مهمة للتعرف على تنوع التشكيل السعودي وتعدد تجاربه، لولا أنه سقط في المجاملة، وابتعد عن الحياد والنقد الفني الموضوعي. وتساءل الفنان أحمد فلمبان: «نريد أن نعرف المعيار الذي اختار عبدالعزيز عاشور الأسماء على أساسه، لأننا نرى أن العلاقات الشخصية والمجاملات هي التي لعبت دورها في الاختيار، وإذا كان اختار أصحاب الاتجاهات الحداثية، فنريد أن نعرف أيضاً ما هي الحداثة في نظر عاشور». وزاد: «ربما أخرج عاشور الكتاب لأغراض خاصة وليست حيادية، فحينما نقول تشكيليون سعوديون فنحن نعمم ولا نخصص». وقالت الفنانة غادة الحسن: «للأسف الشديد، إن غالب المؤلفات في التشكيل السعودي، وليس كتاب الفنان عبدالعزيز عاشور فحسب، تصبّ اهتمامها على أسماء محددة دون غيرها، لأنها الأكثر «قرباً وتواصلاً»، كما ذكر الفنان نفسه في المقال المنشور»، مضيفة، أن «للمجاملات دوراً كبيراً بكل تأكيد في تسليط الضوء على بعض التجارب دون سواها. وكتابه هذا يذكرني بكتاب آخر صدر منذ فترة قريبة ويؤرخ للفن التشكيلي في السعودية دون أن يتحرى الدقة، فقد أسقط واحدة من أهم الجماعات وأقدمها وهي جماعة التشكيل في القطيف، والتي لا تزال تمارس نشاطاتها حتى اليوم. فأين المصداقية في الطرح؟». وبين الفنان فهد الربيق أن الاختيار «كان شخصياً من عبدالعزيز عاشور، وهذا لن يخدم تاريخ عبدالعزيز التشكيلي نفسه، وهو لم يوفق في هذا الاختزال»، متسائلاً: «هل عاشور وضع هذا الكتاب ليظهر نفسه بينهم؟»، مضيفاً «أن هذه الموسوعة لا تعني أن 18 فناناً هم فقط من يمثلون الحركة التشكيلية في السعودية، ولا يصح إسقاط أسماء فنانين لهم قيمتهم في المشهد التشكيلي السعودي، وحتى لو لم يكن اسمي بينهم لكن هذا هضم لجهود الآخرين من الفنانين». وقال الفنان عبدالله نواوي: «الكتاب طبع بثلاث لغات الفرنسية والإنكليزية والعربية، ولم يذكر فيها سوى 18 فناناً سعودياً. والعالم سيقرؤها ويكتشف أن الفنانين في السعودية 18 فقط، وهذا يشكل حرجاً كبيراً للفن السعودي، إذ ليس من المعقول أن هذا العدد فقط هو الموجود، وكان في الإمكان تفادي هذا الخطأ لو أن الفنان عبدالعزيز عاشور ضم فنانين لهم جهدهم الكبير في الحركة التشكيلية السعودية من غير أصدقائه والمقربين منه». من جهة أخرى، تضمن كتاب عاشور صوراً شخصية ومختصرات سيرية ونقدية ل 18 فناناً تشكيلياً سعودياً معاصراً، مع صور لمختارات من أعمالهم الفنية، وهم: الراحل هاشم سلطان، عبدالرحمن السليمان، باسم الشرقي، محمد الصقعبي، طه صبان، كمال المعلم، منيرة موصلي، عبدالله المرزوق، عبدالرحمن المغربي، زمان جاسم، يوسف جاها، عبدالله حماس، فهد الحجيلان، محمد الغامدي، محمد فارع، رائدة عاشور، عبدالله الشيخ وعبدالعزيز عاشور. وكان عاشور قال في كتابه «اعتمدت والفريق المشارك في إعداد الكتاب بالتركيز على الفنانين الذين لهم تجارب حداثية حقيقية، رسختها جدية البحث الفني، وكرسته أصالة منتجهم عبر سنوات من الخبرة والثقافة المتراكمة. وإن كانت ظروف تجهيزه أعاقتنا كثيراً في التوسع لإضافة فنانين وفنانات آخرين وأخريات، فالمساحة محدودة والمواد محدودة، ونحن مطالبون بإنجازه في وقت ضيق، وعلى هذا النحو تم اختيار هؤلاء الفنانين ال18، والحقيقة أنهم كانوا في فترة إعداد الكتاب أكثر قرباً وتواصلاً وتعاوناً معنا».