انطلق أمس في الدارالبيضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السابعة عشرة وتنظمه وزارة الثقافة المغربية من 11 إلى 20 شباط (فبراير) 2011، برعاية الملك محمد السادس، تحت شعار: «القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة». وتبنت الوزارة في هذه الدورة «مسعى نوعياً للمعرض بغية تقوية جاذبيته الثقافية والتجارية والإعلامية، كما جاء في بيان لها، وضمان مزيد من الامتداد لأدائه التثقيفي والتكريس الأمثل لحظوته لدى كل المهتمين بالكتاب وقضاياه وطنياً وعربياً ودولياً، وهي مستويات تتوجه جميعها إلى الإسهام في الإرساء المطرد للقراءة الهادفة كتربية مستدامة، ومفتاح حاسم لمجتمع المعرفة، لذا بلورت الوزارة تشخيصها الإجرائي ضمن خطة وطنية للنهوض بالثقافة كقطاع استثمار حيوي في التنمية البشرية». يشارك في المعرض 724 ناشراً من المغرب والعالم العربي والغرب ويناهز عدد البلدان المشاركة 40 بلداً. وتم تخصيص ثلاث قاعات رئيسة للندوات والقراءات أطلقت عليها أسماء ثلاثة من أعلام الثقافة الوطنية فقدهم المغرب خلال عام 2010، وهم: محمد عابد الجابري، محمد أركون، إدمون عمران المليح. وخص المعرض كل واحد منهم بندوة مهداة إلى مساره. ويستضيف المعرض مفكرين وكتّاباً وشعراء مغربيين وعرباً وأجانب ومنهم: فريديريك ميتران، إدغار موران، ألان غريش، ميشيل مافيزولي، محمد سلماوي، صلاح فضل، واسيني الأعرج، كاظم جهاد، رشيد بوجدرة، محمد بنطلحة، سليمان العسكري...، وهم يشاركون في ندوات فكرية ونقدية وفي قراءات قصصية وشعرية. ومن الندوات واللقاءات: لقاء افتتاحي مع الفيلسوف الفرنسي إدغار موران، لقاء مع وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران، ندوة حول الكاتب الفرنسي ألان غريش وأخرى حول: «الثقافة، الاقتصاد والتكنولوجيات الحديثة» ولقاء حول: «العالم الحديث والحاجة إلى الفلسفة»... ويطرح البرنامج موضوع الجهوية، واتحاد المغرب العربي، والعولمة وعوائقها والاتحاد المتوسطي وإشكالاته... واختار المعرض هذه السنة إيطاليا ضيف شرف، وعشية انطلاق المعرض أعلن اتحاد كتّاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون مقاطعة المعرض في بيان صدر للمناسبة. ومما جاء في البيان: «دأبنا على اعتبار هذه التظاهرة الثقافية حدثاً وطنياً يدشن عملياً الموسم الثقافي في بلادنا، ويحرك جانباً من سوق النشر وتداول الكتاب، ويتيح للقارئ المغربي فرصة الاقتراب أكثر من الكتّاب والمبدعين في مختلف الحقول الأدبية والفكرية والفنية. غير أننا لاحظنا، أن سلوك الوزارة الوصية ما زال هو ذاته إزاء شركائها المؤثرين، وهو ما يتبين، على سبيل المثل، من خلال إحجام الوزارة عن إشراك إحدى هذه المنظمات الثلاث أو كلها، كما جرت العادة بذلك، في الندوة الصحافية التي نظمتها الوزارة لتقديم برنامج المعرض، وتبين لنا، من خلال الاطلاع على البرنامج الثقافي العام لمعرض الكتاب، أن وزارة الثقافة غضت الطرف عن استضافة المكونات الفعلية للضيف الثقافي الإيطالي، باعتبار إيطاليا ضيف شرف هذه الدورة، بحيث اكتفت الوزارة باستضافة الجانب الثقافي الإيطالي الرسمي، مغيبة تجارب ورموزاً أساسية ومؤسسة من أمثال أمبرتو أيكو، وأنطونيو تابوكي، وروبيرتو سافياتو... هذا، فضلاً عن قرارات أخرى غير مسؤولة للوزارة، من قبيل استبعادها لثمانية بلدان أفريقية عن المشاركة في الدورة السابقة لمعرض الكتاب، بحجة أن دعوتها تكلف موازنتها، من غير أن تنتبه الى أن رهاننا الوطني الكبير يكمن أيضاً في الحرص على استعادة الحضور المؤثر للمغرب في الفضاء الأفريقي. يحدث هذا، في وقت لم تتمكن وزارة الثقافة على عهد السيد بنسالم حميش من تنظيم أي ندوة وطنية أو عربية أو دولية تشرّف صورة المغرب الثقافي، بل تمادت في الإمساك عن دعم المهرجانات والمؤتمرات الثقافية التي يشرف عليها المجتمع المدني، وفي حذف فقرة المسرحيات والعروض الفنية الموازية لبرنامج المعرض (...). لهذه الأسباب، ولكثير غيرها مما لم نأت على ذكره، قررنا في اتحاد كتّاب المغرب، وفي بيت الشعر في المغرب، وفي الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، الإعلان عن مقاطعتنا للمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السابعة عشرة. ويعني هذا القرار الإحجام عن المشاركة أو المساهمة أو الحضور أو التدخل في برامج معرض الكتاب».