دعا رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص، إلى «انتقال تجربة المهرجان إلى بقية فروع الجمعية في مناطق المملكة». وفيما نفى مدير المهرجان الفنان المسرحي ماهر الغانم رفض أي عمل مسرحي تقدم إلى المسابقة، على خلفية اعتذار 12 فرقة مسرحية عن المواصلة اعتبر مدير فرع «الجمعية» في الدمام عيد الناصر أن «المهرجان همّش مبررات الكسل والاتكاء على الدعم الرسمي». وانطلق «المهرجان» في نسخته الثامنة، بعد أن تغير اسمه من «مسابقة إلى مهرجان»، وشارك فيه 12 فرقة مسرحية من الشرقية والاحساء والطائفوالرياض، إضافة إلى فرقتين من الأردن وعُمان. وافتتح المهرجان بأوبريت «أبو الفنون»، من إخراج ماهر الغانم، وعرض مسرحية «لغز الرواية» لفرقة «ظلال الفنية» من الاردن. وتمنى الدكتور الرصيص انتقال تجربة «المهرجان» إلى بقية فروع الجمعية في مناطق المملكة، موضحاً أن «الفروع تشهد محاولات لتعزيز حضور المسرح، وإن لم تكن مثل مهرجان الدمام»، مشيراً إلى «مهرجان الطائف الخاص بمسرح الطفل، والميلودراما في الرياض». ودعا الفروع الأخرى، على هامش انطلاق «مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة»، مساء الثلثاء الماضي في الدمام، إلى «التفكير في مهرجانات مسرحية، بما يؤدي إلى تقدم الحراك المسرحي، إضافة إلى الفعاليات المعتمدة»، وقال إن «كل فرع في إمكانه إنتاج مسرحيتين في العام، إضافة إلى تقديم دورات وورش عمل وأمسيات مسرحية». ورأى في «تقديم 6 فعاليات مسرحية في العام، في كل فرع، أفضل من عدمه»، وأن «إقامة مهرجان يستمر عشرة أيام، بما يتخلله من فعاليات، تحتاج إلى جهود وتكاليف مالية إضافية»، داعياً الفروع إلى «البحث عن داعمين لأنشطتها، لأنها أكبر من إمكانات الجمعية، وبخاصة أن المبالغ لدينا محدودة»، مضيفاً أن «إقامة مهرجان بموازنة صغيرة لن يقدم شيئاً كثيراً، ولكن في حال تخصيص مبالغ كبيرة، سيمكن القائمين على المهرجان من تقديم نوعية أفضل». ونفى مدير المهرجان الفنان المسرحي ماهر الغانم رفض أي عمل مسرحي تقدم إلى المسابقة، وإنما «اعتذرت 12 فرقة مسرحية عن المواصلة بعد تسجيلها»، مرجعاً انسحابها إلى «ظروف خاصة، وربما بسبب الاختبارات أو حباً في متابعة كأس آسيا». وفيما انسحبت 12 فرقة، انطلق المهرجان بالتنافس بين 12 فرقة أخرى، من بينها فرقتان من الاردن وعُمان. ووزعت العروض على عشرة أيام. وأشار الغانم إلى «إدخال مسابقات أخرى في المهرجان، مثل مسابقة التصوير والفن التشكيلي والموسيقى، وذلك لإعطاء فرصة أمام جميع الفنانين للمشاركة، وفي الوقت ذاته نستفيد من التفاعل معهم، وبخاصة أنهم جزء من الجمعية». وفيما يخشى البعض من حدة الاعتراضات على نتائج المسابقة، وبخاصة مع إدخال جوائز نقدية تصل أكبرها إلى 20 ألف ريال، أوضح الغانم أن «لجنة التحكيم تضم تسعة حكام، من المحترفين والأكاديميين، كما أنهم لا يعرفون أحداً من الفرق، وبخاصة في مسابقة المسرح»، مؤكداً «عدم المجاملة بل الحزم، وبخاصة أننا في السنة الثامنة من المسابقة»، إلا أنه رأى في وجود جوائز مالية ب«حاجة الشاب إلى الدعم، حيث جهودهم فردية وشخصية». من جهته، قلل مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام عيد الناصر من عذر غياب الدعم المادي، في انطلاق مهرجانات مسرحية، وبين أن «مهرجان المسرح في الدمام أثبت خلال السنوات العشر الماضية، إمكانية إقامة مهرجان أو مسابقة مسرحية من دون الحاجة إلى دعم مالي كبير». وقال إن «الحديث عن مسرح الدمام في الأوساط الثقافية لم يأت من فراغ»، موضحاً أن «النشاط المسرحي في الجمعية منذ عام 2002، انطلق بجهود تطوعية ذاتية، من المسرحيين والجمعية»، كما أن المهرجان «استطاع تهميش مبررات الكسل، المتكئة على قلة الدعم الرسمي». ورأى في «العمل الجماعي سواء في المهرجان أو غيره من أنشطة الجمعية، أساساً في تأليف القلوب وتصفية النفوس، كما ساهم العمل المشترك في تطوير الفعاليات». وفيما اعتبر شركة «أرامكو السعودية» داعماً رئيسياً للمهرجان، أوضح أن «داعمين آخرين شاركوا في طباعة كتاب النصوص الفائزة في مسابقة العام الماضي». واعتبر تحول «المسابقة» إلى مهرجان مسرحي «عبئاً إضافياً، ولكن ما يساعد أن الفنانين والمسرحيين يتفهمون الظروف، ويدركون طبيعة الإمكانات التي تتمتع بها الجمعية». وسيشهد «المهرجان»، الذي يستمر عشرة أيام، تكريم الفنان المسرحي مكي درويش، وتوزيع كتاب «النصوص الفائزة في مسابقة العروض القصيرة في العام الماضي». وأدخل المنظمون مسابقات على التصوير والموسيقى والتشكيل، إضافة إلى ورش عمل وندوات تطبيقية ودورة إخراج.