أربيل (العراق) - أ ف ب - قدم المخرج الكردي الشاب كاروخ إبراهيم عملاً مسرحياً متنقلاً في أربيل، انتقد فيه القيم الفاسدة في المجتمع الكردي. حمل العمل عنوان «المقبرة»، وقدمته مساء أول من أمس فرقة «جماعة الشباب المسرحيين»، التي أسّسها إبراهيم، ويندرج ضمن مشروع أطلق عليه المخرج الشاب اسم «المحطة». بدأ العرض في ساحة وقوف سيارات تابعة لمتنزه «الشهيد سامي عبد الرحمن» أحد اكبر المتنزهات في أربيل، ثم انتقلت المجموعة بحافلات لتأديته أمام نقابة صحافيي كردستان، وبعدها أمام وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، والختام أمام مبنى برلمان كردستان العراق. وتناول العمل انتقادات لمحبي السلطة والكراسي في الحكم، الذين يصل بهم الأمر إلى تفضيل كراسيهم وحبهم للسلطة على كل شيء وينسون المجتمع وعائلاتهم وحتى أمهم التي ولدتهم، من اجل مصالحهم الشخصية دون الالتفات للآخرين. ويقول إبراهيم، إن «مضمون المسرحية عبارة عن سؤال والجميع يبحثون عن الإجابة، وهو: أين قبر الأم؟ ونعني بالأم هنا الوطن». وأضاف ان «البطل يبحث عن قبر أمه في كل مكان. وفي نهاية المطاف يظهر للجميع ان لا وجود لقبر، وإنما الأم هي الوطن، والذي ينسى وطنه ينسى أمه أيضاً. والأم تعني كل المقدسات التي من الضروري حمايتها». ويُختتم العرض بتوزيع أوراق مثقوبة رسم عليها كفن، ويطلب المخرج من المشاهدين النظر الى مبنى البرلمان، في إشارة الى ان النهاية في القبر. وأوضح إبراهيم: «اردت من خلال هذا العمل ان انهض بالمجتمع واقول لهم إننا لن نصبح أصحاب كيان خاص بنا، إذا نسينا الوطن وكل محاولاتنا النهوض بأفراد هذا المجتمع وتوجيهم نحو غد أفضل». وقالت الممثلة سايه حسين، بطلة المسرحية: «حاولنا من خلال هذا العمل المسرحي تسليط الضوء على مجموعة مشاكل منتشرة في مجتمعنا. وتغمرني سعادة كبيرة لأنني كنت بطلة هذا العمل». وعبّر الحاضرون الذين تجولوا مع العمل المسرحي الذي استمر لأكثر من ساعة وقدم في أكثر من مكان، عن إعجابهم لجرأة مخرج المسرحية في اختيار موضوعه وتقديمه بهذا الشكل. وقال الناقد والمخرج المسرحي والأكاديمي الدكتور فاضل الجاف المتخصص في المسرح: «نتمنى لهذا الفريق التواصل والإبداع وأعتقد أن المضمون يتناول مواضيع مهمة وملتهبة في الواقع الكردي وهي مواضيع يعاني منها الفرد والمجتمع الكردي». وأضاف: «هذا شيء مهم، وعنصر مهم ان يكون المسرح معاصراً ويتناول قضايا معاصرة». وعبَّر المخرج الكردي ناصر حسن عن إعجابه بهذا العمل المسرحي، معتبراً إياه «يمثّل خطوة جريئة من قبل المخرج كاروخ ابراهيم، وهو من المخرجين الشباب، ونلاحظ كيفية تفاعل الممثلين مع الجمهور». وكان إبراهيم قدَّم قبل أقل من عامين عملاً مسرحياً آخر في أربيل تناول التعايش الديني في إقليم كردستان العراق.