انتقد مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد المسيرات التي انطلقت في رام الله أول من أمس تضامناً مع التظاهرات التي تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك في مصر، معتبراً أن من يقوم بهذه التظاهرات يعبّر عن موقفه الشخصي ولا يمثل أحداً في السلطة، لافتاً إلى أن موقف السلطة الفلسطينية سبق إعلانه وهو أن ما يجري في مصر «شأن مصري داخلي (...) ولن نقحم أنفسنا فيه»، مشدداً على رفضه تدخل أي طرف خارجي في ما يجري في مصر، ومؤكداً حرص السلطة الفلسطينية على مصلحة مصر وسلامتها. وكانت شخصيات فلسطينية في رام الله نظّمت مسيرات تؤيد تظاهرات مصر، وشارك فيها أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منهم حنان عشراوي وبسام الصالحي وكذلك القيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار ووزير الإعلام السابق مصطفى البرغوثي. في غضون ذلك، وصف القيادي في حركة «حماس» أيمن طه ما يجري في مصر بأنه «حراك داخلي»، وقال في تصريحات إلى «الحياة»: «إننا نتابع ببالغ الاهتمام ما يجري هناك لكننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية سواء لمصر أو أي بلد عربي آخر»، لافتاً إلى «خصوصية» العلاقة مع مصر، مضيفاً: «نحن نتمنى لها السلامة والاستقرار». وأوضح طه «أن حماس منعت أكثر من مسيرة دعماً لتظاهرات مصر»، لكنه لفت إلى أنه ربما لن تتمكن حماس من القيام بذلك مستقبلاً. وقال: «نحن لا نضمن الأمور مستقبلاً أمام ضغط الشارع». وأوضح أن حماس «قامت منذ اللحظة الأولى لأحداث مصر بضبط الحدود معها وكذلك ضبط الميدان حرصاً على منع أي طرف من استغلال هذا الوضع»، مستنكراً الاتهامات التي وُجّهت إلى غزيين بالضلوع في أحداث مصر وفي تفجيرات العريش و «كأن غزة دولة عظمى يمكنها القيام بذلك». وفي الإطار ذاته، قال قيادي رفيع في «حركة الجهاد الإسلامي» ل «الحياة» إن الحركة طلبت من عناصرها في غزة «ضبط الوضع الميداني وعدم القيام بمسيرات تدعم تظاهرات مصر»، مضيفاً: «هناك حالة ترقب وقلق شديدين لما يجري في مصر. إننا معنيون وحريصون تماماً على استقرار مصر وأمنها ولا نريد أن يحدث أي نشاط جماهيري ويُفهم خطأ، لذلك نفضّل أن تلتزم عناصرنا بعدم التظاهر تأييداً لما يجري في مصر». وفي سياق آخر، قال السفير الفلسطيني بركات الفرا ل «الحياة» إنه تمكّن من إدخال 36 فلسطينياً عالقاً في مطار القاهرة منذ 25 الشهر الماضي بسبب الوضع الاستثنائي في مصر و «كان هؤلاء يريدون التوجه إلى قطاع غزة لكن بسبب إغلاق السلطات المصرية لمنفذ رفح البري لم يتمكنوا من الذهاب إلى غزة فظلوا عالقين في المطار طيلة أسبوعين إلى أن تمكنوا من الدخول الى القاهرة عقب اتصالات مكثفة» أجراها السفير الفرا مع المسؤولين المصريين. وفي هذا الإطار، قال مصدر مصري مسؤول في وزارة الداخلية إن معبر رفح سيظل مغلقاً الى أجل غير مسمى بسبب الأحداث الاستثنائية التي تمر بها مصر ولأن الطريق ليس آمناً عبر سيناء، مشيراً إلى تدمير مبنى جهاز أمن الدولة في مدينة رفح. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مسؤول في الجوازات المصرية طلب عدم ذكر اسمه إن هناك «تعليمات بمنع دخول الفلسطينيين إلى مصر». وأكد المسؤول أن «12 فلسطينياً تم ترحيلهم إلى الجهات التي قدموا منها تنفيذاً لهذه التعليمات». كذلك نقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر ملاحي مسؤول في مطار القاهرة إنه «تم إبلاغ عدد من شركات الطيران بمنع نقل الفلسطينيين إلى مصر». وأكد مصدر في السفارة الفلسطينية في القاهرة طلب عدم ذكر اسمه انه بالفعل لا يتمكن أي فلسطيني من دخول مصر في الوقت الراهن «باستثناء من يحمل تأشيرة إقامة في مصر أو الفلسطينيات المتزوجات من مصريين أو من يحملون جوازات سفر ديبلوماسية». وأضاف أن «هذا الإجراء موقت». وفي شمال سيناء، أفادت مصادر أمنية أن تحقيقات بدأت مع فلسطينيين يقيمون في مدن العريش ورفح والشيخ زويد للاشتباه في تورطهم في تفجير خط أنابيب الغاز الذي يستخدم لتصدير الغاز إلى الأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع.