حروب، ثورات، كوراث طبيعية... اضطرابات مختلفة الأسباب والنتائج تؤثر على الحياة النفسية للطفل بشكل مباشر. فخلال هذه الفترات الصعبة، ترتفع نسبة الأطفال المُصابين بالاضطرابات والصدمات النفسية نتيجة للأحداث المأسوية، إذ يُحمل الأطفال هموماً تتجاوز طاقتهم وقدرتهم على الفهم واستيعاب المشاكل والحروب وأجواء الدمار التي تكون مسيطرة. وللأهل دور أساسيّ في رعاية أطفالهم خلال هذه الأوقات، على رغم أنّهم يعيشون هم أيضاً حالة من الضغط النفسيّ، إلا أنّ حماية الأطفال هي مسؤوليتهم الأولى لما يمكن للأحداث أن تترك آثاراً مدّمرة على نفسيتهم وقدرتهم على التأقلم في المجتمع. لذا، يمكن القيام بخطوات بسيطة للمساعدة على تخطّي الصدمة النفسية بسبب الأوضاع الاستثنائية في البلاد: - فرض حدود معيّنة على مشاهدة الأطفال لمشاهد الدمار والقتل من خلال التلفزيون، ويجب أن يلعب الأهل الدور الأكبر في توعية الطفل على ما يحدث وعدم الاتكال على مشاهدته التلفاز، لأنّ الرسائل الإعلامية يمكن أن تصل بطريقة خاطئة إلى ذهنه. - تجنّب فتح النقاشات حول الحروب أو الثورات أو الكوارث الطبيعة ونتائجها المدمرّة أمام الأطفال، وتحديداً الأحاديث حول أعداد القتلى وحالة الدمار. - تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه وأفكاره، لأنّ كبتها يمكن أن يعزّز الصدمة النفسية لديه. كما يجب ترك الطفل يعبر عن مشاعره من خلال البكاء واحتضانه في هذه اللحظات بالذات. - محاولة تأمين مكان هادئ للطفل داخل المنزل وتأمين أجواء من الراحة له بين ألعابه والموسيقى الهادئة ومشاركته اللعب حين يكون ذلك ممكناً ليشعر بالأمان وبأنّ الحياة عادت إلى مسارها الطبيعيّ. - يجب التنبه لأي سلوك مضطرب لدى الطفل وعرضه على اختصاصي في الصحّة النفسية وعدم إهمال هذا الجانب، لأنّ المشكلة الصغيرة يمكن أن تتطوّر إلى أزمة نفسية كبرى.