«نشرة التاسعة صباحاً من الإخبارية، السلام عليكم». هذه هي الجملة الحية الأولى التي تنطلق بها قناة الإخبارية كل يوم، فهي لا تزال تعمل 19 ساعة في اليوم، على رغم تصريحات متتالية أدلى بها مديرو عموم ومسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الثقافة والإعلام حول تمديد العمل في القناة لتصبح على مدار الساعة، خصوصاً وأن القناة ذات طابع إخباري، ولا يجوز في عرف القنوات الإخبارية التوقف ولو ل«ثوان» عن ملاحقة الخبر. وبات العديد من العاملين في القناة، يعترفون أن قناتهم تعاني حزمة من المشكلات المهنية والفنية والمالية، تجعلها خارج المنافسة. مع أن الجانب المتعلق بالمادة لا يتوقف على ضعف الموارد، إنما على الكيفية التي تدار بها القناة مالياً، كما يتحدث عاملون في القناة، ومراقبون لها من الخارج. ويقول مصدر مطلع في «الإخبارية» ل«الحياة»، إن من تعاقبوا على إدارتها كانوا لا يلقون بالاً لمسئولي الشركات حين يزورون القناة، ويخطبون ودها تلميحاً وتصريحاً عن تخصيص جزء من إعلانات شركاتهم لها. وهو ما يثير استغراب ممثلي الشركات حين يسمعون من مسؤولي القناة عبارة: «الإعلانات لاتهمنا». وعزا مسؤول سبب تجاهلهم لإعلانات بمئات الملايين إلى أن المبالغ التي ترد عن طريق الإعلانات لا تدخل على القناة وإنما تذهب إلى وزارة المالية، و هذا هو السبب الرئيسي في تردي أوضاع الإخبارية، كونها لا تخشى الخسارة، وليس لديها أموالاً يتصرف بها مديرها ليكافئ منها من يستحق، ويشتري منها برامج، ويفاوض على استقطاب عاملين ومتخصصين، كالمخرجين والمذيعين والمعدين وغيرهم. ويقول مصدر آخر: «لم يعد سراً أن مذيعي قناة الإخبارية القدماء منهم والحديثين، يتقاضون أجوراً تعادل ما يحصل عليه سائق تاكسي على سبيل المثال، فأحد أهم مذيعي القناة يتقاضى 4500 ريال، نظير قراءاته نشرات الأخبار وظهوره في برامج حوارية، ومذيعة نشيطة تحصل على المبلغ نفسه مع أنها تقطع نحو 400 كلم لأداء عملها، إذ إن منزلها في الدمام، كونها تعيش مع والدها وأسرتها. وكذلك لا يستطيع المدير العام للقناة أن يستقطب مهنيين لأي من أقسام القناة وفق الرواتب التنافسية». ويضيف: «الأقسام التي يفترض أن تكون فاعلة في قناة الإخبارية مثل صالة التحرير وإدارتي البرامج والمراسلين، يقوم بتشغيلها مجموعة من الموظفين الذين يعاني العديد منهم من ضعف شديد في المهنية، ووصلوا له في الغالب من طريق الصدفة، وهذا ما يجعل من تقارير نشرات الأخبار تتسم بشيء من الضعف. والحال نفسها في إدارة البرامج، أما إدارة المراسلين فتعتبر الإدارة التي يتغير رئيسها كل عام مرتين تقريباً». ولاحظ المصدر «أن العامل المشترك بين هذه الإدارات هو فقدان الهوية وغياب الاستراتيجية والتخطيط، فيما كان يفاخر به المدير السابق للقناة محمد التونسي، من أن متوسط الأعمار في الإخبارية 23 عاماً، يبدو أنه عامل سلبي، إذ تغيب الخبرة في تشغيل وسيلة إعلامية بحجم قناة إخبارية». ورجح «أن يكون ضعف صناعة التقرير الإخباري وغياب التحقيق التلفزيوني من علامات فقدان القناة للتخطيط والاستراتيجية، غير أن غزارة التقارير الإخبارية التي تبث في القناة من بيروت والقاهرة حول ما يستحق وما لا يستحق بدافع تعظيم الفواتير الشهرية، يعتبره البعض دليلاً على تدني مستوى الرقابة على الأداء داخل القناة». وأعلن «أنه يعمل في قناة الإخبارية نحو 650 فرداً من الجنسين، وهو رقم ضخم إذا ما قورن بقنوات مماثلة، خصوصاً وأن بعضهم لا يؤدي الدور المفترض أن يؤديه».