كشف رئيس المجلس الأعلى الوطني لتنظيم الإعلام في مصر مكرم محمد أحمد، أن الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب تسعى إلى توسيع «التحالف» واستمراره من أجل مكافحة الإرهاب وتعقب تمويله. وأشار إلى أن الدول الأربع اتفقت على أن رفع ميثاق لمكافحة الإرهاب إلى الأممالمتحدة لا يتناول قطر فحسب، إنما يستهدف قطع عمليات تمويل الإرهاب، أياً كانت الأطراف المتورطة فيها. وأكد وجود استراتيجية طويلة تمكن الشعوب من العيش بسلام. وتناول مكرم ملف قناة «الجزيرة» الفضائية قائلاً: «تمت مناقشة ملف قناة الجزيرة في إطار حجمه الطبيعي، فالعالم لن يتوقف عندما تتوقف الجزيرة، وفي النهاية يعز علينا أن يتوقف أي تلفزيون، ويهمنا أن يتزايد عدد الشاشات وتتعدد الآراء، لكن يهمنا أيضاً أن تقل عدد الأبواق الداعية إلى الإرهاب، بل وأن تصمت». وشدد وزراء إعلام الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب خلال الاجتماع الذي عقدوه أمس في جدة، على رفضهم القاطع للدعاوى الموجهة إلى تسييس الحج، والزج بهذه الشعيرة الدينية في خدمة أهداف سياسية مغرضة، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية أدت على مدى التاريخ دوراً عظيماً في خدمة الحجاج ورعايتهم، وبذلت الجهود في تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لجميع المسلمين. وأكد الاجتماع أهمية استمرار التنسيق الإعلامي المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب بشتى أنواعه، من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة، كما تطرق إلى أهمية التصدي للحملات الإعلامية الداعية إلى ترويج «خطاب الكراهية الذي ترعاه حكومة قطر». كما تناول الوزراء مجموعة من المقترحات لتعزيز العمل المشترك بما يخدم الجهود الدولية في مكافحة التطرف والإرهاب في العالم، والعمل على محاربة خطاب الكراهية المدعوم من حكومة قطر. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد أن الشعب القطري مرحب به في حج هذا العام مثل كل عام، مشيراً إلى فتح ممرات عدة للحجاج القطريين وتم توفير حاجاتهم لأداء مناسكهم براحة وأمان، وقال: «يجب على الأشقاء من القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج عدم تصديق الدعاية الكاذبة حول منعهم من أداء فريضة الحج، حيث ترحب المملكة كعادتها بجميع المسلمين من كل مكان، وتعمل على تسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة». إلى ذلك، أكد مكرم محمد أحمد في تصريحات صحافية أن الاجتماع «شهد توافقاً كاملاً على الآراء كافة، وهناك منطلقات إعلامية جديدة خرجنا بها، أهمها أن الدول الأربع تنطلق من موقف واضح ومحدد، وقطر تشكل فيه جزءاً، لكن الأصل أن هذه الدول اكتوت بنار الإرهاب، بالتالي فإنها تعتزم الحفاظ على تحالفها وتعمل على توسيعه من أجل مقاومة الإرهاب، وإذا كان لنا موقف من قطر فإن موقفنا يتعلق فقط في الإمداد ودعم الإرهاب من هذه الدولة الشقيقة». وأضاف: «اتفقنا على أن هذا التجمع مستمر ومفتوح، وأن هدفه الأول هو منع الإرهاب وتعقب تمويله وصولاً إلى الأممالمتحدة، واتفقنا أيضاً على ضرورة عقد لقاءات مشتركة مع وزراء الخارجية للتوافق على استراتيجية طويلة الأمد لمكافحة الإرهاب». وشدد مكرم على أهمية الامتناع عن أي تعابير مسيئة إلى الشعب القطري، وقال: «لن يضر الدول الأربع استمرار المعركة، ونحن واثقون في أنها لن تستمر 100 عام، لأن لدينا الشعب القطري، لذلك اتفقنا جميعاً على أن تمتنع وسائل الإعلام كافة عن أي تعبيرات مسيئة للشعب القطري، كونه شعباً شقيقاً سواءً كبر حجمه أو صغر، أما الحكم والحكام فهذه قضية أخرى». وأشار إلى اتفاق الدول الأربع للتوجه إلى الأممالمتحدة بميثاق كامل، موضحاً: «اتفقنا أيضاً على الذهاب إلى الأممالمتحدة بميثاق كامل لا يتعلق بقطر فحسب، بل بتمويل الإرهاب ودعمه أياً كان المتورط فيه، بهدف تجفيف منابع التمويل، على أن تتبع أي قرارات تصدر أو إجراءات تتخذ، متابعة ومراقبة، فنحن اكتوينا كثيراً في السابق، ولا بد من متابعة للقرارات والإجراءات». ونفى مكرم وجود تراجع في موقف الدول الأربع، وقال: «دولنا متوافقة تماماً على أن موقفها ثابت ونهائي، وتستطيع الاستمرار فيه أعواماً، أما إذا كان هناك حديث عن أمد زمني فهو حديث من أجل الشعب القطري». والتقى وزراء الإعلام للدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في جدة أمس، وتناول الاجتماع أهمية «استمرار التنسيق الإعلامي المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب بشتى أنواعه، من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة»، كما تطرق الاجتماع إلى أهمية التصدي للحملات الإعلامية الداعية إلى خطاب الكراهية الذي ترعاه حكومة قطر.