كشف مسؤول في الاتّحاد الافريقي أن الاتحاد الذي عجز حتى الآن عن جمع ثمانية آلاف جندي هم عديد قوة السلام المقررة للصومال، نجح أخيراً في نشر نصف هذا العدد سراً في داخل هذه الدولة الغارقة في الفوضى. لكن يُتوقع أن يثير وصول القوات الجديدة عاصفة بين الصوماليين خصوصاً أولئك المعارضين لانتشار قوات أجنبية على أرضهم، ما سيشكل اختباراً جديداً لطريقة تعاطي إدارة الرئيس الإسلامي المعتدل شيخ شريف شيخ أحمد مع هذا الموضوع الحساس. وسارعت «حركة الشباب المجاهدين» التي تقود التمرد المسلح في الصومال، إلى الدعوة إلى مضاعفة الهجمات ضد قوات السلام الافريقية، ودعت في بيان على موقعها على شبكة الانترنت إلى تصعيد العمليات ضد من سمّتهم «الكفّار». وحتى فترة قصيرة مضت كان للاتحاد الافريقي 3400 جندي فقط ينتشرون في الصومال ويتولون خصوصاً حماية المؤسسات الحكومية الأساسية مثل المطار والمرفأ والقصر الرئاسي في مقديشو. وتنص الصلاحيات الممنوحة لهذه القوات أيضاً على حماية كبار مسؤولي الحكومة وتدريب قوات الأمن الوطنية. وقال غافيل نكولوكوسا الناطق باسم الاتحاد الافريقي في العاصمة الكينية: «أرسلت «أميسوم» (قوة السلام الافريقية للصومال) مزيداً من القوات إلى مقديشو خلال نهاية الأسبوع (الماضي)». وأضاف: «الرقم الإجمالي لعديد قوات السلام في الصومال يتجاوز قليلاً حالياً أربعة آلاف». وبدأ نشر القوات الافريقية في الصومال في آذار (مارس) 2007، لكن عددها لم يصل إلى ثمانية آلاف (الرقم المحدد لها) بسبب تردد الدول الافريقية في إرسال جنود لحفظ السلام إلى دولة لا سلام فيها. ويتهم صوماليون قوات السلام الافريقية (من أوغندا وبوروندي) بقتل عشرات الأشخاص عشوائياً خلال تصديها لهجمات المتمردين أو في إطلاق نار عن طريق الخطأ. وأقر نكولوكوسا بوجود «مخاوف أمنية» منعت الإعلان رسمياً عن وصول القوات الجديدة إلى العاصمة الصومالية. وأفيد أن هذه القوات تتضمن كتيبة من الجنود الأوغنديين (850 جندياً). وفي مقديشو (رويترز)، أفيد أمس أن مسلحين من «حركة الشباب المجاهدين» المتشددة أطلقوا النار في الهواء في مدينة بيداوة (في وسط الصومال) لتفريق مئات المتظاهرين ضد قرار بحظر تعاطي «القات». ونقلت «رويترز» عن شهود أن قرابة ألف شخص خرجوا أمس إلى شوارع بيداوة ورموا حجارة ضد مسلحي «الشاب» احتجاجاً على حظر «القات»، وهو عشبة مخدرة يمضغها الصوماليون وتُعتبر جزءاً من تقاليدهم. وقال أحد المتظاهرين ويدعى علي محمد ل «رويترز»: «لا نريد منع القات، ولا نريد إدارة الشباب». وقال سكان محليون إن عناصر «الشباب» ردوا بإطلاق النار في الهواء واحتجزوا قرابة 50 شخصاً.